نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[167] الخليفة المنتصر بالله، أبو القاسم، محمد

صفحة 188 - الجزء 3

  أنا أقضي الحاجة ولا آخذ المال، فقام صالح فخلى به وأمر بحمل المال إليه، ثم قال لي فيه: فإن حضرك شيء فقل، فقلت:

  أيا من طرفه سحر ... ويا من ريقه خمر

  تجاسرت فكاشفتك ... لما غلب الصّبر

  فإن لامني الناس ... فلي في وجهك العذر

  فدعني من مواعيدك ... إذا حيّنك الدهر

  فلا واللّه لا تبرح ... أو يقتضي الأمر

  فأما الغصب والذّم ... وأمّا البذل والشكر

  ولو أنك قد يسّرت ... كما سميت يا يسر

  فكن كاسمك لا يمنعك ... التعصيب والكبر

  قال: فضحك، وقال: لعمري لقد يسّر يسركما. قلت، فقلت: ومن لا يتيسّر بعد أخذ الدية لو أردتني بهذا لتيسرت فضحك، وقال: نعطيك أيضا الدية لحضورك أيضا ومساعدتك، ولا نريدك لما أردنا له يسرا فبئس المطيّة أنت وأمر لي بالمال، وأمر غريب المغنية فغنّت في شعري هذا، وكان ينشط لغنائه.

  وكانت خلافة المنتصر باللّه ستة أشهر وأياما، وكانت الأتراك خافوا أن يقتلهم بأبيه فدّسوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار على قتله ففصده بريشة مسمومة، فمات ¦.

  وقيل سمّته أمّه.

  وحكي: أنه جلس يوما للأنس بعد قتل أبيه على بساط منسوج بالذهب فتأمل عليه صورة وكتابة فارسيّة، فأمر بقراءتها فإذا هي أناشيرويه بن كسرى أبرويز قتلت أبي طمعا في الملك فلم أعش بعده إلّا ستة أشهر فوجم المنتصر، وأمر بإحراق البساط.

  قالوا: جرت عادة اللّه أنّ الملك إذا قتل أباه لم يعمر بعده إلّا ستة أشهر، وربّما يكون هذا أكثريّا لا كليّا ويكون مخصوصا بالملوك الكبار، فأمّا أمراء النواحي، فإنّ عبد الرحيم بن عبد الرحمن أمير حجّة باليمن عاش زمانا بعد قتل أبيه وكان هو قتله بيده.

  وتولّى المستعين باللّه ثم خلع.