نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[167] الخليفة المنتصر بالله، أبو القاسم، محمد

صفحة 189 - الجزء 3

  وتولّى المعتزّ باللّه الزبير بن المتوكّل وكان شابا بديع الجمال، وله أشعار.

  ذكر أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: أن المعتز اصطبح يوم الثلاثاء ثم دخل إلى قصره فاعترضته جارية كان يحبّها، فقبلّها وخرج فحدّث جلساءه بذلك، وأنشد لنفسه:

  إني قمرتك يا سؤلي ويا أملي ... أمرا مطاعا بلا مطل ولا علل

  حتى متى يا حبيب النفس تمطلني ... وقد قمرتك مرّات فلم تف لي

  يوم الثلاثاء يوم سوف أشكره ... إذ زارني فيه من أهوى بلا عجل

  فلم أنل منه شيئا غير قبلته ... وكان ذلك أدنى السول من قبلي

  ثم عمل عليه لحنا خفيفا وشربوا سائر يومهم.

  وقال المسعودي في مروج الذهب: أنه لمّا قتل المعتز باللّه وتولى المهتدي عرضت عليه رقاع كانت للمعتز فوجدت رقعة للمعتز بخطّ يده وفيها:

  إني عرفت علاج الحبّ⁣(⁣١) من وجعي ... وما عرفت علاج الحبّ والولع

  وما أملّ حبيبي ليتني أبدا ... مع الحبيب ويا ليت الحبيب معي

  فقطّب المهتدي ورمى الرقعة وقال: شعر مترف شاب⁣(⁣٢).

  قلت: إنه حسده عليه لجودته.

  قال: وكان يشرب يوما على بستان من النمام، وبين النمام شقايق النعمان فدخل يونس بن بغا وعليه قباء أخضر فقال:

  شبّهت حمرة خدّه في ثوبه ... بشقايق النعمان في النمام

  ثم قال: أجيزوا فبدر بنان المغنّي فقال:

  والقدّ منه إذا بدا في قرطق ... كالغصن في لين وحسن قوام

  فقال له المعتز: فغنّ فيه فعمل لحنا من خفيف الثقيل الثاني هو الماخوري وغنّى به.


(١) في مروج الذهب: «الطب».

(٢) مروج الذهب ٤/ ١٩٢ - ١٩٣.