نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[169] السيد محمد بن المطهر بن محمد الحسني

صفحة 195 - الجزء 3

  وهبّوا إلى ما خوّل الدهر من يد ... فكم من هبات للزمان كرام

  ألا ليت شعري هل تعودن مرّة ... ليالي أنس لي قبيل حمامي

  وهل أقض حق الحافظين عهودهم ... بعهد امرء يرعى أكيد ذمامي

  وهل تسمح الأيام بالجمع بيننا ... وأضرب في ذاك الجناب خيامي⁣(⁣١)

  وهذه القصيدة حسنة النسج، معجزة النهج، وفيها متانة وقليل أن تدرك منها جمانة، ولقد أجاد تضمين قول ابن الفارض: «أدر ذكر من أهوى ولو بملامي».

  وتصرف في النصف الآخر حتى صاغه في قالب ذهبي يترك بيوت ابن الفارض لبنا، ويقصر مسعاه وإن حلّق في مشعر الشعر وقال: أنا وأنا.

  وكتب إليه السيد أحمد بن محمد الأنسي⁣(⁣٢) وكانا بالسودة في حضرة المتوكّل يذمّ السودة مباديا بشعر أثقل من ثبير، ومن يوم العيد على فقير وهو:

  هلمّ إلى المسعى الذي كان بيننا ... من الأمس يا نجل المطهّر نرتمي

  نزور ونزري باللوائم جهرة ... ونرزأ من يرعى حمانا ونحتمي

  ونوفي بنذر والوفاء سجيّتي ... ومن يكرم ... يا صاح يكرم

  هلمّ وهل أرجو أنيسا ببلدة ... تخلّى حماها عن حميم وأحوم

  هلمّ لنطوي المهمة الموحش الذي ... أملّ بأطراف الحديث المقوّم

  ونضرب أعناق الهموم بصارم ... من العزم يثنى عزم منجد متهم

  فكم أبيض قد سوّدت وجه أنسه ... من السّودة الشوها كآبة معدم

  فلو أنّ ذا القرنين ناطح قرنها ... لعاد نطيحا بالأصمّ المصمّم

  كأن أقاصي ما سمعت من الجفا ... يحدّث فيها عن قصيّ وجرهم

  رحم اللّه السيد أحمد ما كان أشد تكلّفه للشعر البارد، وذكر هذه الأبيات السيد أحمد ولم يذكر لعمّه جوابا، وإنّما ذاك لجلالة السيد أحمد الأنسي في أعينهم فكانت مكاتبته له مما يزيد في نبله.

  وكان الأمير محمد بن سنان الرومي ترك بصنعاء ابنة له محتشمة فخطبها رجل معلّم وكانت تترفع عن إجابة الأكابر، فأنشأ السيد محمد رسالة عن لسانها أجاد فيها وبناها على التهكم كما صنع ابن زيدون المغربي وسمّاها «شفاء


(١) بعض أبياتها في نفحة الريحانة ٣/ ٤٠٨.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢٢.