نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[169] السيد محمد بن المطهر بن محمد الحسني

صفحة 194 - الجزء 3

  بين أهل العصر، وذكره ابن أخيه أحمد بن حسن في مجموع قرابته وذكر مناقبه وأدركته أنا شيخا بهيّ الهيئة جيّد اللباس يضع لسانه حيث يشاء فصيحا، ويتكلم أحيانا بالهندية، وقيل إنه يعرف الفارسية وعدّة لغات، وكان أحد لا يقدر أن يجاريه في الحديث، وقلّ أن يفوته خبر من أخبار البلاد القاصية، وربما يزيد فيه وينمّقه، ورأيته يوما عند بعض القرابة وهو يصف عصيان أمير حسن والي البصرة وكيف حاربه السلطان وما اتفق، ويذكر تلك البلدان كملطيّة وقالي قلا⁣(⁣١)، ونحوها بألفاظ فخيمة، وعبارات مزخرفة، وهناك جماعة من العامّة: صاروا باهتين متعجّبين من تلك الألفاظ والبلاد التي لم يسمعوا بها، وكان مع أخيه الحسن بالمخا يترجم له، وكان قد يوهم الهنود أنه الأمير، وله نوادر من ذلك وهو أفصح أهله في الترسل.

  وله من الشعر ما كتبه إلى أخيه حسين بن مطهّر مباديا:

  قفا حدّثا عن صبوتي وغرامي ... ففي القلب نار أجّجت بضرام

  وعنّي خذ الأشواق والوجد والهوى ... فليس دعيّ في الهوى كإمام

  وفي الجزع حيّ كلّما هاج ذكرهم ... نسيم اشتياق لا يلذّ منامي

  جفوا مغرما لم يلهه عن ودادهم ... سلوّ ولا ألهاه شرب مدام

  ولا لحن شاد معبديّ غناؤه ... يرجّع ألحانا كسجع حمام

  إذا سلوة رامت إلى القلب مسلكا ... يقول لها الناي ارجعي بسلام

  رعى اللّه دهرا قد مضى لسبيله ... وأمتعني فيه بكلّ مرام

  ولا حاسد يوذي ولا كاشح يشي ... ولا عاذل مغرى بطول ملام

  بروض سقاه اللّه أغزر صيّب ... ينظم فيه الزهر أيّ نظام

  وغنّى به النهر المصفّق فرحة ... فاروى غصون البان وهي ظوامي

  وهزّ لها غصنا نسيم معلّل ... يرنّح أعطافا بلين قوام

  فخلنا زهور الروض لما تناثرت ... مقود لآل أو نجوم ظلام

  وغنّى بها الطير المغرّد منشدا ... (أدر ذكر من أهوى ولو بملامي)

  ولا تخش من إثم إذا ما عذلتني ... فإن أحاديث الكرام مدامي


(١) كذا في الأصل ولعلها قاليقلا.