[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني
  الكاتب الأديب أبي نصر العتبي قال: وقال البديع أحمد بن الحسين الهمداني يمدح أمير الأمراء، الملقب بالمؤيد من السماء، أبا علي بن أبي الحسين بن شمنجور أمير خراسان من قبل الرضي الساماني صاحب ما وراء النهر وخراسان [من البسيط]:
  علي أن لا أريح العيس والقتبا ... وألبس البيد والظلماء واليلبا
  وأترك الخود مسعولا مقبّلها ... وأهجر الكأس يغدو شربها طربا
  حسبي الفلا مجلسا والبوم مطربة ... والسير يسكرني من مسّه تعبا
  وطفلة كقضيب البان منعطفا ... إذا مشت وهلال الشهر منتقبا
  تظل تنثر من أجفانها دررا ... دوني وتنظم من أسنانها حببا
  قالت وقد علقت ذيلي تودعني ... والوجد يخنقها بالدمع منسكبا
  لا در در المعالي لا يزال لها ... برق يشوقك لا هونا ولا كثبا
  يا مشرعا للمنى عذبا موارده ... بيناه مبتسم الأرجاء إذ نضبا
  طلعت لي قمرا سعدا منازله ... حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
  كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت ... وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا
  أستودع اللّه عينا تنتحي دفعا ... حتى يؤوب وقلبا يرتمي شهبا
  وضاعنا أخذت منه النوى وطرا ... من قبل يقضي الهوى من حكمه إربا
  عضى عليك قناع الصبر إن لنا ... إليك أوبة مشتاق ومنقلبا
  أبى المقام بدار الذل بي كرم ... وهمة تصل التخويد والخببا
  وعزمة لا تزال الدهر ضاربة ... دون الأمير وفوق المشتري طنبا
  يا سيد الأمرا أفخر فما ملك ... إلا تمناك مولى واشتهاك أبا
  إذا دعتك المعالي عرف هامتها ... لم ترض كسرى ولا من دونه ذنبا
  يا ابن الذين اعدوا المال من ملك ... يرى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
  ما الليث مختطما والسيل مرتطما، ... والبحر ملتطما، والليل مقتربا
  أمضى شبا منك أدهى منك صاعقة ... أجدى يمينا وأدنى منك مطلّبا
  وكاد يحكيك صوب المزن منسكبا ... لو كان طلق المحيّا يمطر الذّهبا
  والدهر لو لم يخن، والشمس لو نطقت ... والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
  يا من يراه ملوك الأرض فوقهم ... كما يرون على أبراجها الشهبا
  لا تكذبن فخير القول أصدقه ... ولا تهابنّ في أمثالي العربا