نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[171] أبو سلمى، مطيع بن إياس الكناني الكوفي

صفحة 201 - الجزء 3

  يزيد ومتصرفا في دولتهم، ثم انقطع من الدّولة العبّاسية إلى جعفر بن المنصور والد زبيدة، ولم يزل معه حتى مات.

  وذكره أيضا في مقاتل الطالبيين في ندماء عبد اللّه بن معاوية بن جعفر الطيّار⁣(⁣١).

  قال: وقال حكم الواديّ المغني⁣(⁣٢): غنيت الوليد بن يزيد يوما وأنا غلام بقول مطيع [من مجزوء الرجز]:

  إكليلها ألوان ... ووجهها فتّان

  وخالها منفرد ... ليس له جيران

  إذا مشت تثنّت ... كأنّها ثعبان

  فطرب حتى زحف عن مجلسه، ثم قال: من يقول هذا؟ قلت: مطيع بن إياس الكناني وهو عبد لك أرضاه لخدمتك، فأمر أن يحمل على البريد إليه، فما شعرت يوما إلّا برسوله قد جاءني، فدخلت عليه ومطيع واقف بين يديه، وفي يد الوليد طاس ذهب يشرب فيه، فقال لي: غنّ ذلك الصوت يا وادي فغنّيته، فشرب عليه، ثم قال لمطيع: من يقول هذا الشعر؟ قال: عبدك أنا يا أمير المؤمنين، فقال: أدن منّي، فدنا منه، فضمّه الوليد إليه وقبّل فاه وبين عينيه، وقبّل مطيع رجله والأرض بين يديه، ثم أجلسه أقرب المجالس إليه، وتمّم يومه، وأسبوعا على هذا الصوت⁣(⁣٣).

  وكان مطيع ويحيى بن زياد الحارثي⁣(⁣٤)، وحمّاد الراوية، وحماد عجرد،


(١) مقاتل الطالبيين ١٦٢.

(٢) ترجمته وأخباره في الأغاني ٦/ ٢٩٤ - ٣٠٣.

(٣) الأغاني ١٣/ ٣٠٤ - ٣٠٥، نهاية الأرب ٤/ ٥٨.

(٤) يحيى بن زياد بن عبيد اللّه الحارثي، أبو الفضل: شاعر ماجن، يرمى بالزندقة. من أهل الكوفة. له في السفّاح والمهدي العباسيين مدائح. وهو ابن خال السفّاح، أقام ببغداد مدة ولم يحمد زمانه فيها، فخرج عنها. وفي أمالي المرتضى: «كان يعرف بالزنديق، وكانوا إذا وصفوا إنسانا بالظرف قالوا هو أظرف من الزنديق، يعنون يحيى لأنه كان ظريفا». توفي في أيام المهدي نحو سنة ١٦٠ هـ.

ترجمته في:

تاريخ بغداد ١٤: ١٠٦ وأمالي المرتضى، تحقيق أبي الفضل ١: ١٤٢ - ١٤٤ ولسان الميزان ٦:

٢٥٦ وشرح الحماسة للتبريزي ٢: ١٧٠ و ٣: ٧٥ والمرزباني ٤٩٧ وديوان المعاني لأبي هلال العسكري ١: ١٢٦، ٣١٨، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٤٥.