[171] أبو سلمى، مطيع بن إياس الكناني الكوفي
  أنت ابن برد مثل برد ... في الرّذالة والنذاله
  من كان مثل أبيك يا أع ... مى أبوه، فلا أبا له(١)
  وله فيه:
  دعيت إلى برد وأنت لغيره ... وهبك ابن برد نكت أمّك من برد؟(٢)
  وكان بشار يستجيد هذا له ويقول: إنه جمع في المفرد خمسة من معاني الهجاء.
  ونزل على رجل فأبطأ عليه بالطعام حتى اشتدّ به الجوع فقال: [من السريع]:
  زرنا امرءا في بيته مرّة ... له حياء وله خير
  يكره أن يتخم أصحابه ... إنّ أذى التّخمة محذور
  ويشتهي أن يؤجروا عنده ... بالصّوم فالصّائم مأجور(٣)
  وله يعاتب سعيد بن الأسود على صحبة رجل اسمه حشيش كان أشعثيا، لحمّاد فيه أهاجي [من مجزوء الرمل]:
  صرت بعدي يا سعيدا ... من أخلّاء حشيش
  أتلوّطت أم استخ ... لفت بعدي أم لأيش؟(٤)
  حلقيّ أسته أو ... سع من أست نجيش(٥)
  ثم بغّاء على ذا ... أبلغ الناس لفيش(٦)
  يا بني الأشعث ما عي ... شكم عندي بعيش
  حين لا يوجد فيكم ... غيره قائد جيش
(١) الأغاني ١٤/ ٣٢٠.
(٢) الأغاني ١٤/ ٣٤٣، الشعر والشعراء ٦٥٧، عيون الأخبار ٣/ ٢٦٤، طبقات الشعراء ٧١، ديوانه ٧٣.
(٣) تلوطت: عملت عمل قوم لوط - لأيش: لأي شيء. حذف إعراب «أي» وإحدى ياءيه، وحذفت الهمزة من «شيء» وكسرت الشين. كما يقال ويلمه في معنى ويل لأمه، على الحذف لكثرة الاستعمال.
(٤) يقال: أتان حلقية إذا تداولتها الحمر فأصابها بسبب ذلك داء.
(٥) الفيش: جمع فيشة وهي أعلى الهامة.
(٦) في الأغاني: «بحيش».