نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[171] أبو سلمى، مطيع بن إياس الكناني الكوفي

صفحة 209 - الجزء 3

  وهذا نجيش⁣(⁣١) الذي ضرب به المثل في السعة، رجل من أهل البصرة ليس له عنده ذنب، فلما بلغه شعره، وفد إلى الكوفة وقال له: يا هذا، مالي ولك، وما ذنبي إليك أما وجدت أحدا أوسع دبرا منّي حتى تتمثل به؟ فقال: هذه بليّة صبّها عليك الروي، وأنت ظريف، وليس بعدها مثلها، فقال: اللّه بيني وبينك، فقد أبقيت علي سبّة لا أعرف لها سببا⁣(⁣٢).

  وعلى ذكر الاتّساع الذي زعمه حمّاد، ذكرت قول أبي الحسن علي بن أحمد الجوهري⁣(⁣٣) أحد شعراء اليتيمة في أبي النصر النيسابوري الكاتب [من الهزج]:

  حكوا لي عن أبي نصر ... وقد أورد من حقّق

  بأنّ الشيخ يستدخل ... أيرين إذا استحلق

  فما صدقت حتى قلت ... للشيخ وقد أطرق

  أيحوي الغمد سيفين ... فقال الشيخ يا أحمق

  وما تنكر أن يعمل ... ملّاحان في زورق⁣(⁣٤)

  ونوادر حمّاد كثيرة.

  وأمّا الوليد بن يزيد فكانت الخلاعة دينه وكانت خلافته سنتين تزوّج فيها ستين امرأة.

  وقال أشعب: دخلت يوما على الوليد وهو منفرد، فلما رآني كشف لي عن أيره وهو منعط، فرأيته كأنّه ناي أبنوس مدهون، وقال لي: هل رأيت مثله قط؟

  قلت: لا، قال: فاسجد له، فسجدت له ثلاثا، فقال: ويحك ما هذا؟ قلت واحدة لأيرك واثنتان لخصيتيك، فاستفرغ ضحكا وأجازني ٥.

  ولمّا ولي الخلافة بعد موت هشام سمع رنّة من دار هشام فسأل عنها فقيل بنات هشام يبكينه فقال:

  إني سمعت بليل ... نحو المصلّى برنّه


(١) الأغاني ١٤/ ٣٥٢.

(٢) مرت ترجمته بهامش سابق، وترجمته في يتيمة الدهر ٤/ ٣ - ٤٣.

(٣) يتيمة الدهر ٤/ ٣٢ - ٣٣.

(٤) الأغاني ١٩/ ١٨٣ - ١٨٤.