[172] الخليفة المعز لدين الله أبو تميم، معد
  أغيّره، وأقام عسكره يدخل البلد سبعة أيّام، وبادر جوهر بإنفاذ الكتب إلى مولاه المعزّ يبشّره بالفتح وأنفذ إليه رؤوس القتلى، وقطع خطبة بني العباس في سائر الديار المصريّة، واسمهم من السكّة، وجعل ذلك باسم مولاه المعزّ، وأزال السواد، وألبس الخطباء الثياب البيض، وجعل يجلس كلّ سبت للمظالم، ويحضر الوزير والقاضي وجماعة من أكابر الفقهاء.
  وفي يوم الجمعة الثاني من ذي القعدة أمن جوهر بالزيادة عقيب الخطبة:
  «اللّهم صلّ على محمد المصطفى، وعلى عليّ المرتضى، وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول الذين أذهب اللّه عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا، اللهم وصلّ على الأئمّة الطّاهرين آباء أمير المؤمنين».
  وفي يوم الجمعة ثامن ربيع الآخر سنة [تسع وخمسين] صلّى القائد في جامع ابن طولون بعسكر كثير، وخطب عبد السميع العبّاسي وذكر فضائل أهل البيت، ودعي للقائد جوهر وجهر، ببسم اللّه الرحمن الرحيم، وقرأ سورة الجمعة والمنافقين في الصلاة، وأذّن بحيّ على خير العمل، وهو أوّل ما أذّن به بمصر ثمّ أذّن به في سائر المساجد وقنت الخطيب في صلاة الجمعة(١).
  قلت: القنوت فيها وفي كلّ صلاة مما اتّفقت عليه الإمامية والإسماعيلية.
  وفي جمادى من هذه السنة أذّن بحيّ على خير العمل في جامع مصر العتيق، وسرّ القائد بذلك، وأنكر القائد على الخطيب إذ دعى له على المنبر، وقال: ليس هذا من رسم موالينا(٢).
  وشرع القائد في عمارة الجامع الأزهر بالقاهرة(٣).
  ودخل المعز الإسكندرية لستّ بقين من شعبان وقدم عليه بهاء الدين
(١) وفيات الأعيان ٥/ ٣٧٦ - ٣٧٩.
(٢) الخطط المقريزية ٣/ ٢٢٩.
(٣) الخطط المقريزية ٣/ ٢٢٥ - ٢٢٦ باختصار واقتباس، وفيات الأعيان ٥/ ٣٨٠.