نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[172] الخليفة المعز لدين الله أبو تميم، معد

صفحة 224 - الجزء 3

  بينهم مشاجرة وتفرّقوا على غير رضى، وقدّموا عليهم نحرير بن الشونيزي⁣(⁣١) وسلّموا عليه بالإمارة، وساروا بالعساكر نحو الجزيرة ونزلوا بها، وحفظوا الجسور، ووصل القائد جوهر إلى الحيدة⁣(⁣٢)، وابتدأ القتال في حادي عشر شعبان، وأسرت رجال وأخذت خيل، ومضى جوهر إلى منية الصيّادين، وأخذ المخاضة بمنية شلقان، واستأمن إلى القائد جماعة من العسكر في مراكب، وجعل أهل مصر على المخاضة من يحفظها.

  فلمّا رأى ذلك جوهر لجعفر بن فلاح الكتامي: لهذا اليوم أرادك المعزّ فعبر عريانا في سراويل ومعه الرجال خوضا حتّى خرجوا إليهم، ووقع القتال فقتل خلق كثير من الإخشيدية وأتباعهم، وانهزمت الإخشيديّة في الليل، ودخلوا مصر وأخذوا من دورهم ما قدروا عليه، وانهزموا وخرج حرمهم مشاة ودخلن على الشريف أبي جعفر في مكاتبة القائد بإعادة الأمان، فكتب إليه يهنّئه بالفتح ويسأله إعادة الأمان، وجلس الناس عنده ينتظرون الجواب، فعاد إليهم بأمانهم، وحضر رسوله ومعه منديل أبيض وطاف على الناس يؤمنهم ويمنع من النهب، فهدأ البلد وفتحت الأسواق وسكن الناس كأن لم تكن فتنة.

  وورد رسول القائد في آخر النّهار إلى الشريف: أن تعمل على لقائي يوم الثلاثاء [لسبع عشرة ليلة] خلت من شهر شعبان بجماعة الأشراف والعلماء ووجوه البلد، فانصرفوا متأهبين لذلك، ثم خرجوا ومعهم الوزير والأعيان إلى الجيزة، ونادى مناديه: تنزل الناس الجميع إلا الشريف والوزير، فنزلوا وسلّموا عليه واحدا واحدا، والشريف عن يمينه والوزير عن شماله، ثم ابتدءوا في دخول البلد، فدخلوا من زوال الشمس وعليهم السلاح والعدد، ودخل جوهر بعد العصر وطبوله وبنوده بين يديه، وعليه ثوب ديباج مثقّل، وتحته فرس أصفر، فشقّ مصر، ونزل موضع القاهرة.

  ولمّا أصبح المصريّون حضروا إلى القائد للهناء، فوجدوه قد حفر أساس القصر في الليل، وكانت فيه زوايا غير معتدلة، فقال: حفرته في ساعة جيّدة فلا


(١) في الوفيات: «الشوبزاني».

(٢) في الوفيات: «الجيزة».