[174] أبو عبد الله منصور بن الزبرقان بن سلمة
  وجدّه مطعم الكبش الرّخم اسمه منصور، وكان نحر لأضياف نزلوا به فرأى رخما تحوم حولهم، فأمر أن يذبح كبش ويرمى به لها فعرف بذلك(١).
  وعامر الضحيان عرف بذلك لأنّه سيّد قومه فكان يجلس لهم إذا أضحى النهار ليحكم بينهم.
  وذكر جماعة من علماء الزيدية: أن منصورا كان من الشيعة وكان يورّي في مدح هارون بعليّ # تلميحا منه إلى الحديث المشهور: «أنت منّي بمنزلة هارون بن موسى» كقول منصور في مدح الرشيد:
  آل الرسول خيار الناس كلّهم ... وخير آل رسول اللّه هارون
  وذكر القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري(٢) من رواية أبي الفرج لمنصور من قصيدة يرجع فيها للزهراء صلوات اللّه عليها أوّلها [من المنسرح]:
  شاء من الناس راتع هامل ... يعلّلون النفس بالباطل(٣)
  ألّا مساعير يغصبون لها ... بسلّة البيض والقنا الذّابل
  مظلومة والنبيّ والدها ... تدير ارجا مدمع هامل
  نفسي فداء الحسين حين غدا ... إلى المنايا غدوّ لا قابل
  ما الشكّ عندي في كفر قاتله ... وإنّما قلت بكفر الخاذل(٤)
  وهي قصيدة طويلة وبسببها أمر بقتله كما سيأتي، وبقي معي شكّ في مذهبه لأخبار رواها له الأصفهاني في الأغاني، قال: عرف منصور مذهب الرشيد في الشعر، بأن يوصل مدحه بنفي الإمامة عن عليّ # والطعن على آله، فجرى فيه
(١) الأغاني ١٣/ ١٥٧.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢٤.
(٣) شاء: من شاء، يشاء، أي أراده، فهو شاء، والمراد مشيء، والراتع: الذي يأكل ما شاء في رغد، والهامل: المتروك سدى ولا يعمل.
وقد ورد هذا البيت في الشعر والشعراء ٢/ ٧٣٧، وتاريخ بغداد ١٣/ ٦٩.
(٤) الأغاني ١٣/ ١٦٥ - ١٦٧، مقاتل الطالبين ٥٢٢، أعيان الشيعة ٤٨/ ١١٢، أدب الطف ١/ ٢٠٨.