[174] أبو عبد الله منصور بن الزبرقان بن سلمة
  وذكر ابن خلكان: إن ابني مسعدة الكاتب دخلا على القاضي يحيى بن أكثم(١)، وهما جميلان فتمثّل القاضي بهذه الأبيات(٢).
  ومازح القاضي الحسن بن وهب وهو صبيّ فجمّشه، فغضب الحسن فأنشد يحيى:
  أيا قمرا جمّشته فتغضّبا ... وأصبح لي من تيهه متجنّبا
  إذا كنت للتجميش والعضّ كارها ... فكن أبدا يا سيدي متنقبا
  ولا تظهر الأصداغ للناس فتنة ... وتجعل منها فوق خدّيك عقربا
  فتقتل مسكينا وتفتن ناسكا ... وتترك قاضي المسلمين معذّبا(٣)
  وقيل: ان أبا زيدان الكاتب كان يكتب بين يديه، وهو غلام جميل، فعضّ القاضي خدّه، فخجل الغلام ورمى بالقلم من يده، فقال: خذه واكتب ما أملي عليك، ثم أملى عليه هذه الأبيات(٤).
  وقيل: انّ ابنه أبا بكر بن يحيى بن أكثم نازع غلاما، فارتفع الصوت، فقال أبو
(١) هو أبو محمد يحيى بن أكثم التميمي المروزي، من ولد أكثم بن صيفي حكيم العرب. كان ذكيا واسع العلم بالفقه والأدب، حسن العشرة. اشتهر باللواط، حتى أن الثعالبي ذكره - في ثمار القلوب - فيما يضاف وينسب إلى رجال فقال: حكمة لقمان، وبلاغة قس، ولواط يحيى ...
الخ، ثم عقد فصلا خاصا بعنوان (لواط يحيى بن أكثم)، وأورد معظم الذين ترجموا له حكايات غريبة في هذا الشأن، غير أن ابن خلدون فنّد في مقدمة تاريخه ما نسب إليه. تقلد قضاء البصرة، وقضاء القضاة للمأمون، وعزل بعد المأمون، وإعادة المتوكل، ثم عزله وأخذ أمواله. سافر إلى مكة المكرمة بقصد المجاورة، ولما بلغه أن المتوكل عدل عن رأيه فيه قفل راجعا إلى العراق، ولما وصل إلى الربذة توفى بها سنة ٢٤٢ هـ وقيل ٢٤٣، وعمره ٨٣ سنة.
ترجمته في: تاريخ بغداد ١٤/ ١٩١، أخبار القضاة لوكيع ٢/ ١٦١، وفيات الأعيان ٦/ ١٤٧ - ١٦٥، طبقات الحنابلة ١/ ٤١٠، ثمار القلوب / ١٢٤ و ١٥٦، تاريخ ابن خلدون ١/ ٢٨ وما بعدها، النجوم الزاهرة ٢/ ٣١٦، البداية والنهاية ١٠/ ٣٤٤، أنوار الربيع ٦ / هـ ٤٠ - ٤١، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٣٨ - ١٣٩، الجواهر المضية ٢/ ٢١٠، العبر للذهبي ١/ ٤٣٩، مرآة الجنان ٢/ ١٣٥، ميزان الاعتدال ٤/ ٣٦١، تاريخ الطبري، الكامل لابن الأثير / ٦، ٧، شذرات الذهب ٢/ ١٠١.
(٢) وفيات الأعيان ٦/ ١٥٢.
(٣) وفيات الأعيان ٦/ ١٥٢ - ١٥٣.
(٤) وفيات الأعيان ٦/ ١٥٣.