نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[174] أبو عبد الله منصور بن الزبرقان بن سلمة

صفحة 236 - الجزء 3

  إحدى وخمسون قد أنضيت حدّتها ... تحول بيني وبين اللهو واللعب⁣(⁣١)

  لا تحسبنّي وإن أغضيت من بصري ... غفلت عنك ولا عن شأنك العجب

  ثم عدلت عن ذلك فمدحت فيها يزيد بن مزيد الشيباني فقلت:

  لو لم يكن لبني شيبان من حسب ... سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب

  لا تحسب الناس قد حابوا بني مطر ... إذ سلموا الجود فيهم عاقد الطّنب⁣(⁣٢)

  الجود أحسن مسّا يا بني مطر ... من أن تبرّكموه كفّ منتشب

  ما أعرف الناس أنّ الجود مدفعة ... للذمّ لكنّه يأتي على النسب

  تأوي المكارم من بكر إلى ملك ... من آل شيبان يحويهنّ من كثب

  أب وعمّ وأخوال مناصبهم ... في منبت النّبع لا في منبت العرب

  لا تقربنّ يزيدا عند صولته ... لكن إذا ما احتبى للجود فاقترب⁣(⁣٣)

  وكان يزيد معسرا فقال لي: واللّه ما أصبح في بيت مالي شيئا أعرفه، ولكن يا غلام أتظنّ كم عندك، فجاء بمائة دينار فدفعها إليّ وحلف أنّه لا يملك يومئذ غيرها⁣(⁣٤).

  قلت: هذه القصيدة والعينيّة من الشعر الجيّد النفيس.

  ومن شعره في المائة المختارة والغناء فيها لعبد اللّه بن طاهر [من مخلع البسيط]:

  يا زائرينا من الخيام ... حيّاكما اللّه بالسلام

  لم تأتياني وبي نهوض ... إلى حلال ولا حرام

  يحزنني أن أطفتما بي ... ولم تنالا سوى الكلام

  بورك هارون من إمام ... بطاعة اللّه ذي اعتصام

  له إلى ذي الجلال قربى ... ليست لعدل ولا إمام⁣(⁣٥)


(١) أنضيت: أخلقت وأبليت.

(٢) الطنّب: حبل طويل يشد به سرادق البيت.

(٣) إحتبى بالثوب: اشتمل به، وجمع بين ظهره وساقيه بعمامة أو غيرها.

(٤) الأغاني ١٣/ ١٧٣ - ١٧٥.

(٥) الأغاني ١٣/ ١٥٦، وفيات الأعيان ٦/ ١٥٢، تاريه بغداد ١٤/ ١٩٨.