[176] أبو عمران موسى بن عبد الملك الأصبهاني
  قل لأمير الجيش يا سيّدي ... ما لأمير الحسن لم يركب
  وله قصيدة بائية أبدع فيها في وصف ذلك الصبيّ.
  ومن جيّد شعره مقتبسا من الحديث:
  أنظر إلى عارضه فوقه ... ألحاظه يرسل منها الحتوف
  وشاهد الجنّة في خدّه ... لكنّها تحت ظلال السّيوف(١)
  حكى بعض أصحابه أنّه بات عنده وكان نازلا بالمدرسة النوريّة، قال:
  فتحادثنا بالأخبار والعلوم، والشعر حتّى ذهب صدر الليل فأردت النوم، فقال لي: نم أنت ها هنا، ثم جعل يدور حول بركة كانت هناك حتى أصبح وهو يقول:
  أنا واللّه هالك ... آيس من سلامتي
  أو أرى القامة التي ... قد أقامت قيامتي(٢)
  ومات بعد ذلك، وكان جوادا كثير المروة، ودلّ تاريخه على كمال عقله فإنه ذكر أهل المذاهب المتباينة ولم يذكرهم إلا بخير.
  وأورد صاحب كتاب «الشعور بالعور» لجمال الدين عبد اللّه حفيد القاضي شمس الدين بن خلكان وكان أعور:
  وخود رأتني خليع الثياب ... أريد الدخول إلى خلوتي
  فحوّلت وجهي، فقالت: إليّ ... فقلت لها: تنظري عورتي
  وله أيضا:
  عيناي مذ عاينا جمالك يا ... مخجل شمس السما إذا سارت
  ضرايرا صارتا فلا عجب ... عليك إحداهما إذا غارت
(١) وفيات الأعيان ٧ / المقدمة ٩٦، فوات الوفيات ١/ ١٠٣ - ١٠٤، الزركشي ١/ ٥٤، الوافي بالوفيات ٧/ ٣١٣.
(٢) فوات الوفيات ١/ ١٠٢.