[177] أبو الحسين مهيار بن مرزويه الكاتب
  وذكره ابن بسّام في كتاب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة»، وبالغ في الثناء عليه، وأقرّ عين ذخيرته بما التقط من لديه(١).
  وكلّ شعره مليح فمن ذلك:
  من عذيري من خلي قلب لحا ... لهوى جدّ بقلبي مرحا؟
  الصّبا - إن كان لا بدّ الصّبا - ... إنها كانت لقلبي أروحا
  يا نديميّ «بسلع» هل أرى ... ذلك المغبق والمصطبحا؟
  إذكرونا مثل ذكرانا لكم ... ربّ ذكرى قرّبت من نزحا
  واذكروا صبّا إذا غنّى بكم ... شرب الدمع وعاف القدحا
  وعرفت الهمّ مذ فارقتكم ... فكأنّي ما عرفت الفرحا(٢)
  ومن شعره المنسجم من أوائل قصيدة:
  بكر العارض تخدوه النّعامى ... فسقاك الرّيّ يا دار «أماما»(٣)
  وتمشّت فيك أرواح الصّبا ... يتأرّجن بأنفاس الخزامى
  «وبجرعاء الحمى» قلبي، فعج ... «بالحمى» فاقرأ على قلبي السلاما
  وترحّل فتحدّث عجبا: ... أن قلبا سار عن جسم أقاما!
  قل لجيران «الغضا»: آه على ... طيب عيش «بالغضا» لو كان داما
  نصل العام وما ننساكم، ... وقصارى الوجد أن يسلح عاما
  حمّلوا ريح الصّبا نشركم ... قبل أن تحمل شيحا وثماما(٤)
  وابعثوا أشباحكم! في الكرى ... إن أذنتم لجفوني أن تناما(٥)
  وله أيضا:
  ذكر الأثل «والحمى» فبكى له ... ورأى العذل خطّة فاستطاله
  من تناسى «بالبان» مغنى هواه ... فبروحي غصونه الميّاله
(١) الذخيرة.
(٢) كاملة في ديوانه ١/ ٢٠٢ - ٢٠٥.
(٣) العارض: السحاب المعترض، النعامى: ريح الجنوب وهي أبلّ الرياح وأرطبها.
(٤) الثمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص وربما حشى به وسد به خصاص البيوت، ولم يعرف عنه أن له رائحة طيبة مثل الشيح وغيره.
(٥) كاملة في ديوانه ٣/ ٣٢٧ - ٣٣١.