نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[177] أبو الحسين مهيار بن مرزويه الكاتب

صفحة 246 - الجزء 3

  ونسيم من تربة حمّلته ... لفؤادي ريح الصّبا الحماله

  لا وأيّام «حاجر» وليالي ... هـ تقضّى قصيرة مستطاله،

  وزمان يعيده اللّه «بالجز ... ع» تحاكي أسحاره آصاله،

  لا يقول العذول عنّي: محبّ ... غيّر النأي ودّه وأماله⁣(⁣١)

  ومن شعره البديع:

  نشدتك بالمودّة با ابن ودّي ... فإنك لي من ابن أبي أحقّ

  أسل «بالجزع» دمعك إن عيني ... إذا استمطرتها دمعا تعقّ

  وإن شقّ البكاء على المعافى ... فلم أسألك إلّا ما يشقّ

  أرقت، فهل لهاجعة «بسلع» ... على الأرقين أفئدة ترقّ⁣(⁣٢)

  ومن هذه الرقي المقصية عن المتيم الرقاد:

  سقى دارها «بالرّقمتين» وحيّاها ... ملثّ يحيل الترب في الدار أمواها⁣(⁣٣)

  وكيف بوصل الحبل من «أمّ مالك»؟ ... وبين بلادينا: «زرود وجبلاها»⁣(⁣٤)!

  يراها بعين الشوق قلبي على النوى ... فيحظى، ولكن من لعيني برؤياها!

  فللّه ما أصفى وأكدر حبّها ... وأبعدها منّي الغداة وأدناها

  وأعتنق الغصن القويم لقدّها ... وأرشف ثغر الكأس أحسبه فاها

  ويوم «الكثيب» استشرفت لي ظبية ... مولّهة قد ضاع بالقاع خشفاها

  تدلّه خوف الثّكل حبّة قلبها ... فيزداد حسنا مقلتاها وليتاها⁣(⁣٥)

  فما ارتاب طرفي فيك يا «أمّ مالك» ... على قوّة التشبيه أنك إياها

  فإن لم تكوني خدّها وجبينها ... فإنك أنت الجيد أو أنت عيناها

  ألوّامه في حبّ دار غريرة ... يشقّ على بعد المطامع مرماها،

  دعوه و «نجدا» إنها شأن قلبه ... فلو أن «نجدا» تلعة ما تعدّاها⁣(⁣٦)


(١) كاملة في ديوانه ٣/ ١٦١ - ١٦٥.

(٢) كاملة في ديوانه ٢/ ٣٥٦ - ٣٦١.

(٣) الملث: المطر يدوم أياما ولم يقلع.

(٤) زرود: بلد مشهور بكثرة رماله، والجبل: الرمل المستطيل، وفي رواية أخرى «زرود ولبناها» ولبنى: اسم جبل واسم موضع.

(٥) الليت: صفحة العنق.

(٦) التلعة: القطعة المرتفعة من الأرض.