نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[179] الخليفة العزيز بالله أبو المنصور نزار

صفحة 256 - الجزء 3

  في السبق، وضرب المدعي شأوه بالسيف على الفرق، لم يرث الجدّ عن كلاله، وما دعى الأدبّ ولكن حبّ قلوب العداة بالعسّاله، ساس مصر فبرا بصدرها الأزيز، ووفّر صواع الهبات بها وما خصّ بني الأسباط بل عمّ صواع العزيز، وكان يعامل بالحلم في الغضب، ويلبس مع غلالة الملك رداء الفضل والأدب، ويعتق من ملك بسيفه الرقيق، ويجود ويفنى في حالي السلم والهيج فيذكّر العذيب والعقيق.

  وولد بالمهديّة من بلاد أفريقية يوم الخميس، الرابع عشر من المحرم سنة أربع وأربعين وثلاثمائة⁣(⁣١).

  وقدم مع والده القاهرة وعهد إليه المعزّ، فلما مات المعزّ بايعه الناس بالخلافة في رابع عشر ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة وأطاعه سائر عسكر أبيه⁣(⁣٢).

  قال المقريزي: وسيّر العزيز إلى بلاد المغرب بذهب فرّق في الناس وأمر يوسف بن بلكّين⁣(⁣٣) الصنهاجي على ولاية إفريقيّة وخطب له بمكّة.

  ووافى إلى الشام عسكر القرامطة فصاروا مع أفتكين التركي وهو المذكور في ترجمة الوزير المغربي⁣(⁣٤) فجهّز العزيز القائد جوهر بعساكر كثيرة فملك منهم الرملة، وحاصر دمشق مدّة ثم رحل عنها فأدركه القرامطة وقاتلوه بالرملة وعسقلان نحو سبعة عشر شهرا ثم خلص من تحت سيوف أفتكين، وسار إلى العزيز فوافاه وقد برز من القاهرة فسار معه، فدخل العزيز الرملة وأسر أفتكين في المحرّم سنة ثمان وستين فأحسن إليه وأكرمه إكراما زائدا، فكتب إليه الشريف أبو إسماعيل الرئيس يقول: يا مولانا لقد استحقّ هذا الكافر كل عذاب والعجب من الإحسان إليه، فلمّا لقيه العزيز قال: قرأت كتابك في أمر افتكين وأنا أخبرك:

  إعلم أنّا وعدناه الإحسان والولاية إن أقبل، وجاء إلينا فنصب خيامه حذانا وأردنا منه الانصراف فلجّ وقاتل، فلما ولّى منهزما سجدت للّه شكرا، وسألته أن يفتح


(١) الخطط المقريزية ٣/ ٢٤٥ - ٢٤٦، وفيات الأعيان ٥/ ٣٧٥.

(٢) الخطط المقريزية ٣/ ٢٤٦، وفيات الأعيان ٥/ ٣٧١.

(٣) في الخطط: «ملكين».

(٤) ترجمه المؤلف برقم ٥٧.