نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[179] الخليفة العزيز بالله أبو المنصور نزار

صفحة 257 - الجزء 3

  لي بالظفر، فجيء به بعد ساعة أسيرا ترى يليق بي غير الوفاء، وكان أفتكين يقول: لقد احتشمت من ركوني مع مولاي العزيز، ونظري إليه لما غمرني من فضله وإحسانه، فلما بلغ العزيز ذلك قال لعمّه حيدرة: يا عمّ أحبّ أن أرى النعم على الناس ظاهرة وأرى عليهم الذهب والفضّة والجواهر، ولهم الخيل واللباس والضياع والعقار وأن يكون ذلك كلّه من عندي.

  وتوفي العزيز بمدينة بلبيس عن مرض طويل بالقولنج والحصاة ثامن وعشرين شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وحمل إلى القاهرة فدفن بتربة القصر مع آبائه⁣(⁣١)، ¦.

  وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصف، ومات وله اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما، ونقش خاتمه «بنصر العزيز الجبار، ينتصر الإمام نزار».

  وحضر الناس بالقصر للتعزية فأقحموا أن يوردوا في ذلك المقام شيئا وبقوا مطرقين لا ينبسون، فقام صبيّ منن أولاد الكتّاب وفتح باب التعزية وأنشد:

  انظر إلى العلياء كيف تضام ... ومآتم الإحسان كيف تقام

  فاستحسن الناس إيراده وطرّق لهم فنهض الشعراء والخطباء، فقالوا.

  وخلف ولده المنصور الحاكم خليفة، وستّ الملك⁣(⁣٢) ابنة.

  وكان العزيز أسمرا، صوالا، أصهب الشعر، أعين، أشهل، عريض المنكبين شجاعا، كريما، حسن العفو عند القدرة، لا يعرف سفك الدماء البتّة، مع حسن الخلق والقرب من الناس، والمعرفة بالخيل وجوارح الطير، وكان محبّا للصيد مغرى به حريصا على صيد السباع، ووزر له يعقوب بن كلس اثنتي عشرة سنة وشهرين وتسعة عشر يوما⁣(⁣٣). وسيأتي ذكر يعقوب⁣(⁣٤). ثم علي بن عمر


(١) الخطط المقريزية ٣/ ٤٦، وفيات الأعيان ٥/ ٣٧٤ - ٣٧٥.

(٢) في الخطط: «سيدة الملك».

(٣) الخطط المقريزية ٣/ ٣٤٦ - ٣٤٧.

(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٩٥.