شعره:
  وهي طويلة، ومنها:
  إني أهيم بسلوى ثم يزعجني ... ذكرى لزيد خليل المجد والأدب
  هوى الشقيق الذي ودّعته فغدت ... تنهلّ كالورد أجفاني بمنسكب
  خلّ فقدت به ما ليس واجده ... من الفضيلة في الأعجام والعرب(١)
  ورثاه أيضا بقصيدة أخرى:
  سقى ثراك غزير الدمع لا المطر ... يا وارد الخلد والأحشاء في السّعر
  راحوا بنعشك والأملاك تحمله ... لو كوشفوا لرأوا جبريل بالبصر
  وقطّعت عقدها الجوزاء من أسف ... وعزّت الشهب أفق المجد في القمر
  رحلت عنا على كره وليس لنا ... رجا الأياب كما يرجى أخو السّفر
  أبكيتنا بدموع كالعقيق جرت ... أو كالذي نظمت عيناك من درر
  لهفي لأحجار لحد فوقك انتظمت ... من بعد نظمك سلك الزهر والزهر
  دجى سروري وقد ودعتني عجلا ... وداع مرتحل ما لذّ بالعمر
  يا زيد بعدك وجه الأنس منكسف ... وكيف يسفر وجه عن هلال عري
  تنشي رثاءك أشعاري ولؤلؤها ... مما بفضلك قد قلّدته فكري
  بلغت غاية ما تعلو الكرام به ... فخصّصت عمرك الأيام بالقصر
  حلّيت جيد الليالي بالنظام جلا ... هذا وخدّك لم يلتف بالشعر
  أنت الفقيد الذي أنست محاسنه ... ما خلد الأذكيا في سالف العصر
  وكنت حجة أهل البيت قاطبة ... فكيف أمسيت فيهم غير منتظر
  أبكي عليك وقلبي يلتظي حزنا ... أجارك منه من بجري ومن شرري
  يا سفح صنعا تعزّى عن سناك فقد ... دعاه بالرغم منّا داعي القدر
  يا جربة الروض طيبي بالربيع ثرى ... فقد تزينت بعد الجدب بالنهر
  لا تطلبي الغيم سقيا قد كفاك همى ... دمعي عن البحر والفيّاضة الغدر
  ما بعد فقدك في صنعاء من إرب ... لذي الحجى ولا في ربعها النضر
  كانت بك الجنة الخضراء مثمرة ... ومذ ثوى نهرها أقوت من الشجر
  قد كنت ماء حياة النازلين بها ... وليها قعدتها جيرة الخضر(٢)
(١) نشر العرف ١/ ٧٠٧.
(٢) كذا في الأصل.