[179] الخليفة العزيز بالله أبو المنصور نزار
  الوحي ورديف رسول اللّه ÷»، وهذا أحسن ما كانوا يقولون، وإلا فقد كانوا يقولون: «معاوية خال عليّ» من ها هنا ويشيرون إلى أصل الاذن ويلقون أبا جعفر مسلم الحسيني فيقولون له ذلك في وجهه.
  وكان بمصر أسود يصيح دائما: «معاوية خال عليّ» فقتل بتنيس أيام القائد جوهر.
  وفي رمضان سنة ٣٥٣ أخذ رجل يعرف با ابن أبي الليث الملطي ينسب إلى التشيّع فضرب ماءتي سوط ودرّة، ثم ضرب في شوال خمسمائة سوط وجعل في عنقه غلّ وحبس وكان يفتقد في كلّ يوم لئلا يخفّف عنه ويبصق في وجهه، فمات في محبسه فدفن ليلا فمضت جماعة إلى قبره لينبشوه فصرفهم جماعة من الكافوريّة والأخشيديّة فأبوا وقالوا: هذا قبر رافضي، فثارت فتنة وضرب جماعة، ونهبوا كثيرا حتى تفرق الناس.
  وفي ربيع الأوّل سنة ٦٢ أيام القائد جوهر عزّر سليمان بن عزّة المحتسب، جماعة من الصيارفة، فشغبوا وصاحوا: «معاوية خال عليّ بن أبي طالب» فهمّ جوهر أن يحرق رحبة الصّيارفة لكن خشي على المسجد.
  وخاطبه أبو الطاهر بن أحمد قاضي مصر في بنت وأخ وأنه كان حكم قديما للبنت النصف وللأخ الباقي، فقال جوهر: لا أفعل، فلما ألحّ عليه قال: يا قاضي هذا عداوة لفاطمة &، فأمسك القاضي ولم يراجعه، وذلك إن مذهبهم الردّ على ذوي الأرحام، وأن لا يرث مع البنت أخ ولا أخت ولا عم ولا جدّ، ولا يرث مع الولد الذكر والأنثى إلّا الزوج والزّوجة والأبوان والجدّة.
  وفي سنة ٣٧٢ أمر العزيز بقطع صلاة التراويح من جميع الديار المصرية(١).
  وفي سنة ٣٨١ ضرب رجل بمصر وطيف به من أجل أنه وجد عنده كتاب الموطّأ لمالك.
  وفي جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة قبض على رجل من أهل الشام سئل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال: لا أعرفه فاعتقله قاضي
(١) الخطط المقريزية.