نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[180] أبو المقاتل، نصر بن نصير الحلواني

صفحة 263 - الجزء 3

  في هرم وابن أبي الصّلت في قعبان من لبن، وكانت لأبي المقاتل مع الداعي هفوات، فمن ذلك: أنه أنشده يوم النيروز قصيدة يهنّئه بها، افتتحها بقوله:

  «موعد أحبابك بالفرقة غد»

  فتطيّر الداعي، وقال: بل أحبابك يا أعمى ولك المثل السوء.

  وكان أبو المقاتل أعمى وكان يغلو في مدحه فأنشده يوما:

  «اللّه فرد وابن زيد فرد»

  فنزل الداعي عن السرير وسجد ثم رفع رأسه وقال: قل، وابن زيد عبد.

  وله يمتدح الداعي أبا محمد المذكور يوم المهرجان، وقيل إنما قالها في الداعي الصغير محمد بن زيد أخي الأوّل وغاب عليه استفتاحه بالنفي فقال: أيّها الداعي أفضل كلمة لا إله إلّا اللّه وهي مصدرة بالنفي، والقصيدة:

  لا تقل بشرى ولكن بشريان ... غرّة الداعي ويوم المهرجان

  خلقت كفّاه موتا وحياة ... وحوت أخلاقه كنه الجنان

  وهو فضل من زمان جديد⁣(⁣١) ... وابن زيد مالك رقّ الزمان

  مسرف في الجود من غير اغترار ... وعظيم المنّ من غير امتنان

  وهو من أرسى رسول اللّه فيه ... وعليّ ذي العلى والحسنان

  سيّد عرّق فيه السيّدان ... والذي يكرم عن ذكر الحصان

  تحتوي فكرته من كلّ شيء ... فهو في كلّ محلّ ومكان

  يظهر الدهر على ما غاب عنه ... فيرى المضمر في شخص العيان

  سايل الألفاظ عنه فهي تنبي ... هو بالوهم من الأوصاف داني

  أخرجت ألفاظه ما في المنى ... وكفاه الدهر نطق الترجمان

  كافر باللّه جهرا والمثاني ... كل من قال: له في الخلق ثاني

  بعثت سطوته في الموت رعبا ... أيقن الموت بأن الموت فان

  تحرق الأبطال بالألحاظ حتى ... يدرك المقدام في شخص الجبان

  ملك الموت يناديه أجرني ... منك كم تحظى بضرب وطعان


(١) كذا في الأصل.