[180] أبو المقاتل، نصر بن نصير الحلواني
  لا تكلّفني فوق الوسع وارفق ... فلقد ملّكك اللّه عناني
  وإذا ما أسبغ الدرع عليه ... وانكفت كفّاه بالسيف اليماني
  يا شقيق القدر المحتوم كم ... رضت بالصيلم طرفا ذا حران
  لك يومان فيوم من ليان ... يقتفي يوم ارون أرويان
  وإذا ما أروت اليمنى كميّا ... جرت اليسرى بإرواء السنان
  جريا في النفع والضرّ اقتدارا ... فهما في كل حال ضرّتان
  أزجت كفّاه في الآفاق حتّى ... ما تلاقى بسواك الشفتان
  أنت لا تعزى بمعقول الكيان ... لك شأن خارج عن كل شان
  لك أثقال أياد مثقلات ... عجزت عن حملهنّ الثقلان
  إنّما مدحك وحي وزبور ... والذي ضمّت عليه الدفّتان
  هاكها جوهرة من نيّري ... وعيون الموت ترنو في الجبان
  يا إمام الهدي خذها من إمام ... ملكت أشعاره سبق الرهان
  فاستمع للرّمل الأوّل ممّن ... كشف المحنة من غير امتحان
  فاعلات فاعلات فاعلات ... ستّة أجزاؤها عند الوزان
  كرة الآفاق لا تطلع إلّا ... صارت الريح لها كالصولجان
  حليت من صنعة الألفاظ فيمن ... يرتجيه كلّ ذي عفو وجان
  أنت تحكي جنّة الخلد طباعا ... والثنا فيك كالحور الحسان
  فابق للشعر وللشكر بقاء ال ... شعر والدهر فنعم الباقيان
  عمر رضوى وبثير وشبام ... وأرام وشماريخ ابان
  شهد اللّه على ما في ضميري ... فاسمعوا لفظي بترجيع الأذان
  حسنات ليس فيها سيّئات ... مدحة الداعي أكتبا يا كاتبان
  المهرجان: عيد من أعيان المجوس ويكون عند نزول الشمس برج السرطان، وهو أوّل الصيف لأن فيه تدرك الثمار وتبتدئ الفواكه.
  والنيروز الفارسي عند نزول الحمل وهو أوّل الربيع.
  والكيان: كتاب للفرس وهو في اللغة باطن الفرج، ومثله الكين.
  ودفّتا المصحف: طرفاه المتضمنان له وهو بكسر الدال المهملة وتشديد الفاء ثم تاء التأنيث وفي معناه قول أبي نواس في مدح الرّضا: