نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[180] أبو المقاتل، نصر بن نصير الحلواني

صفحة 267 - الجزء 3

  والهبات: ماء لبني تميم.

  وكان الداعي أبو محمد الحسن بن زيد ملك طبرستان وبلاد الديلم، إلى أن هزمه يعقوب بن الليث الصفّار الخارجي عن طبرستان، وكان الحسن ظالما سفّاكا شجاعا، وتولى بعده أخوه أبو الحسن محمد بن زيد وكان جوادا مشكور السيرة وإذا افتتح خراج العام المقبل أخرج جميع ما في الخزائن من بقية خراج العام الماضي فيفرّقه على الأشراف أولا، ثم قبائل قريش على قدر قربهم من هاشم، ثم سائر العرب، ثم يعمّ الأدباء والفقهاء وأهل الفضل.

  ومن مكارمه: ما حكي أن رجلا من ولد يزيد حضر قسمته فسأله ممن أنت؟ قال: من قريش، قال: من أي قريش؟ قال: من أبغض قريش، قال: فأنت من بني عبد مناف؟ قال: نعم، فمن أيّ عبد مناف أنت؟ قال: من أبغض بني عبد مناف إلى بني عبد مناف، قال: فأنت من بني أميّة؟ قال: نعم، قال: فمن أي بني أميّة؟ قال: من أبغض بني أميّة إلى بني أميّة، قال: فأنت من ولد أبي سفيان؟ قال: نعم، قال: فمن أيّهم أنت؟ فسكت وأطرق، قال: لعلّك من ولد يزيد؟ قال: نعم، قال الداعي: بئسما اخترت لنفسك إذ غررت بها في سلطان آل أبي طالب وعندك ثأرهم في الحسين وآله، قال الأموي: أني اتكلت على عدلك وكلّفتني الفاقة، وعلمت أن قتلي إن كان ليس ببالغ ثأر الحسين ولست أنا قاتله، فأطرق الداعي مليّا ونظر إليه الطالبيون نظرا منكرا فرفع الداعي رأسه، وقال لهم:

  أتظنون أن في قتل هذا ثأر الحسين، وتتوهّمون إني أترككم تنالونه بضرّ، وقد أمّلني وصار إلى ملكي وعلى بساطي اتكالا على عدلي، ثمّ قال له: لا بأس عليك ولا ذنب لك، وأمر له بصلة سنيّة وكساه وأمر جماعة من ثقاته فخرجوا معه إلى حيث أمر، وكان الداعي بجرجان.

  أقول: هذه سنّة العدل فأيّ ذنب لهذا المسكين فربّ أمويّ شيعي كأبي الفرج الأصبهاني المرواني، والقاضي محمد بن منتحل الدين الأموي الدمشقي الشافعي ذكره الذهبي في الميزان، وقال: تفقّه على الفخر بن عساكر وولي قضاء دمشق مرتين وكان صدرا معظما معروفا بالفضائل، وله في ابن عربي عقيدة تجاوز الوصف، وكان يتشيّع، قال: وهو القائل:

  أدين بدين للوصيّ ولا أرى ... سواه وإن كانت أميّة محتدي

  ولو شهدت صفّين خيلي لأبذرت ... وساء بني حرب هنالك مشهدي