[180] أبو المقاتل، نصر بن نصير الحلواني
  معناه: أن حرمة عثمان عظيمة فإذا حلّ دمه فبالأولى دم العنقود.
  وما أحسن قول القاضي أبي الفتح بن قادوس في تشبيهها بنار الفرس:
  قليلة كاغتماض الجفن قصّرها ... وصل الحبيب فلم تقصر عن الأمل
  فكلّما رام نطقا في معاتبتي ... سددت فاه بنظم اللثم والقبل
  وبات بدر تمام الحسن معتنقي ... والشمس في فلك الكاسات لم تفل
  فبتّ منها أرى النار التي سجدت ... لها المجوس من الإبريق تسجد لي
  وكانت طائفة من العرب تعتقد أن الفرس لا يموتون ومنهم عمرو بن معدي كرب لشدة ملكهم وقوة أجسامهم ورفاهيتهم، فلما كان يوم القادسية حمل عمرو على أسوار كان مع رستم أمير العجم، وكان لا يسقط له سهم فطعنه فقتله وسلبه سواري ذهب ومنطقة ذهب كانا عليه ومالا في خرج وحمل على آخر فقتله، ثم صاح يا معشر زبيد دونكم القوم فإنهم يموتون، وقال [من الرجز]:
  أنا أبو ثور وسيفي ذو النون ... أضربهم ضرب غلام مجنون
  يا آل زبيد أنّهم يموتون
  ومات عمرو بالفالج بقرية اسمها روذة من بلاد العجم، فقالت امرأته ترثيه:
  لقد غادر الركب الذين تحمّلوا ... بروذة شخصا لا ضعيفا ولا غمرا
  فقل لزبيد بل لمذحج كلّها ... فقدتم أبا ثور سنانكم عمروا
  فإن تجزعوا لا يغن ذلك عنكم ... ولكن سلوا الرحمن يعقبكم صبرا
  والصيلم: الرجل الشديد مأخوذ من صفة الحيّة.
  قال الشاعر:
  ضجت تميم أن تؤمّر عامرا ... يوم الهبات فأعقبوا بالصّيلم
  وروي أن أبا سلمة الطفيلي الكوفي كان عند بعض الرؤساء فجاءت إليه مولاة له فقالت: جعلت فداك إني زوّجت بنتي وصنعت طعاما ومنزلي بين قوم طفيليين، ولا بدّ من أن يهجموا عليّ فيأكلوا ما صنعت ويبقى من دعوت بغير شيء، فالتفت الأمير إلى أبي سلمة فقال: قم أنت، فقام وهو يقول:
  ضجت تميم أن تؤمّر عامرا ... يوم الهبات فأعقبوا بالصيلم