نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[181] أبو القاسم نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون

صفحة 272 - الجزء 3

  بأبي تراب يريدون بذلك انتقاصة وكانت أحبّ الكنى إليه لأنّ النبيّ ÷ كنّاه بها لقصّة.

  وذكر الإمام أحمد بن حنبل في المناقب: عن عليّ # قال: طلبني النبيّ ÷ فوجدني نائما في حائط على التراب فضربني برجله، وقال: قم يا أبا تراب فو اللّه لأرضينّك، أنت أخي وأبو ولدي، فقاتل على سنّتي من مات على عهدي فهو في كنز الجنّة، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات على حبّك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت.

  وذكر ذلك أيضا أحمد بن حجر الهيثمي المحدّث في الصواعق المحرقة له.

  وقيل أنّ سبب نيام الوصي على التراب أنه وقع بينه وبين الزهراء شيء.

  ومن شعر أبي القاسم نصر المذكور:

  كم أقاسي لديك قالا وقيلا ... وعداة تترى ومطلا طويلا

  جمعة تنقضي وشهر توّلى ... وأمانيك بكرة وأصيلا

  إن يفتني منك الجميل من الفع ... ل تعاطيت عنك صبرا جميلا

  والهوى يستزيد حالا فحالا ... وكذا ينسلي قليلا قليلا

  ويك لا تأمنن صروف الليالي ... إنها تترك العزيز ذليلا

  فكأني بحسن وجهك قد صاح ... ت به اللحية الرّحيل الرحيلا

  فتبدلت حين بدّلت بالنو ... ر ظلاما، وساء ذاك بديلا

  فكأن لم تكن قضيبا رطيبا ... وكأن لم تكن كثيبا مهيلا

  عندها يشمت الذي لم تصله ... ويكون الذي وصلت خليلا⁣(⁣١)

  أجاد في هذا الوعظ بالغزل. وفي معناه قول أبي العبر الهاشمي العبّاسي⁣(⁣٢):

  أيّها الأمرد المولّع بالهجر ... أفق ما كذا سبيل الرشاد

  فكأني بحسن وجهك قد ألبس ... من عارضيك ثوبي حداد


(١) وفيات الأعيان ٥/ ٣٧٧ - ٣٧٨.

(٢) مرت ترجمته بهامش سابق.