نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[181] أبو القاسم نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون

صفحة 271 - الجزء 3

  البصري قال: خرجت مع عمّي عبد اللّه الأكفاني الشاعر، وأبي الحسين ابن لنكك، وأبي عبد اللّه المفجع، وأبي الحسن الشبّاك، في بطالة عيد وأنا يومئذ صبيّ أصحبهم، فمشوا حتى انتهوا إلى نصر بن أحمد الخبزأرزي إلى دكانه وهو يخبز لطائفة ويوقد السعف تحت الطابق، فهنّوه بالعيد، فزاد الوقيد فدخنهم فمضوا، فقال نصر بن أحمد: يا أبا الحسين متى أراك؟ فقال: إذا اتسخت ثيابي، وكانت جددا نقيّة البياض للتجمل بها في العيد، فمشينا في سكّة بني سمرة حتّى انتهينا إلى دار بني أحمد بن المثنى، فجلس أبو الحسن بن لنكك، وقال: يا أصحابنا إن نصرا لا يخلي هذا المجلس عن شيء يقول فيه، ويجب أن نبدأه قبل أن يبدأنا واستدعى دواة وكتب [من الوافر]:

  لنصر في فؤادي فرط حبّ ... ينيف به على كل الصحاب

  أتيناه فبخّرنا بخورا ... من السعف المدخّن للثياب

  فقمت مبادرا وحسبت نصرا ... يريد بذاك طردي أو ذهابي

  فقال متى: أراك أبا حسين؟ ... فقلت له: إذا اتسخت ثيابي⁣(⁣١)

  وأرسل الأبيات إليه فأملى نصر جوابها فقرأناها، فإذا هو قد أجاب [من الوافر]:

  منحت أبا الحسين صميم ودّي ... فداعبني بألفاظ عذاب

  أتى وثيابه كقتير شيب ... فعدن له كريعان الشباب⁣(⁣٢)

  ظننت جلوسه عندي لعرس ... فجدت له بتمسيك الثياب

  فقلت: متى أراك أبا حسين؟ ... فجاوبني: إذا اتّسخت ثيابي

  فإن كان التقزّز فيه خير ... فلم يكنى الوصيّ أبا تراب⁣(⁣٣)

  إنّما يثبت الوصيّة الواجبة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب # طائفة من الشيعة.

  وأمّا العامة فقالوا: أهمل الأمّة ولم يوص بشيء، وكان بنو أميّة يدعونه


(١) يتيمة الدهر ٢/ ٣٦٥، تاريخ بغداد ١٣/ ٢٩٩، المنتظم ٦/ ٣٢٩، معجم الأدباء ١٩/ ٢١٩، وفيات الأعيان ٥/ ١٥، ديوانه / القطعة ١١.

(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٣٦٥ تاريخ بغداد ١٣/ ٢٩٩، ديوانه / القطعة ١١.

(٣) الخبر والشعر في تأريخ بغداد ١٣/ ٢٩٩.