نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني

صفحة 144 - الجزء 1

  لقد راعني من أهل يثرب أنهم ... يهمهم تقويمنا وهم عضل

  وذمّوا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل

  إذا ركبوا الأعواد قالوا فأحسنوا ... ولكن حسن القول يفسده الفعل

  الثعل، بضم الثاء المثلثة وإسكان العين المهملة: خلف صغير من أخلاف الناقة في ضرع الشاة. قال الجوهري: وإنما ذكر الشاعر الثعل في البيت للمبالغة في الارتضاع. والثعل لا يدر، والعضل، بالعين والضاد المهملة: جمع أعضل، وهو العوج الساق.

  وكان الحجّاج يخطب الخطب الفصيحة التي تتضمن الوعظ والأمر بالزهد، ثم يفعل العظائم من إتلاف النفوس ونهب الأموال والتغيّرات شأن الموجودات الماديّة، وفي كل زمان حسن وقبيح:

  بذا قضت الأيام ما بين أهلها⁣(⁣١) ... لكل زمان دولة ورجال

  * * *

  قيل: لم تصف الدنيا وتروق وتزهو وتخصب في الإسلام كمثل أيام هارون الرشيد وزادها جمالا وجود البرامكة فكانت الدنيا بهم كالعروس المحلوه، ولذا قال في رثائهم الشاعر:

  يا بني برمك واها لكم ... ولأيّامكم المقتبله

  كانت الدنيا عروسا بكم ... فهي اليوم ثكول أرمله

  وفي رسالة البديع ما يحتاج إلى إيضاح.

  أما قوله: «ومنيّة حجر في الفلا» وهو حجر بن عدي الكندي⁣(⁣٢) الصحابي


(١) في هامش الأصل: هذا صدر بيت المتنبي، وعجزه: «مصائب قوم عند قوم فوائد».

(٢) حجر بن عدي بن جبلة الكندي، ويسمى حجر الخير: صحابي شجاع، من المقدمين. وفد على رسول اللّه ÷ وشهد القادسية. ثم كان من أصحاب علي وشهد معه وقعتي الجمل وصفين، وسكن الكوفة إلى أن قدم زياد بن أبي سفيان واليا عليها فدعا به زياد، فجاءه، فحذره زياد من الخروج على بني أمية، فما لبث أن عرفت عنه الدعوة إلى مناوأتهم والاشتغال في السر بالقيام عليهم، فجيء به إلى دمشق فأمر معاوية بقتله فقتل في مرج عذراء (من قرى دمشق) سنة ٥١ هـ مع أصحاب له، وخبره طويل.

ترجمته في:

الكامل لابن الأثير ٣: ١٨٧ والطبري ٦: ١٤١ وذخيرة الدارين ٢٤ وطبقات ابن سعد ٦: ١٥١.

الإعلام ط ٤/ ٢ / ١٦٩.