[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني
  الزاهد قتله معاوية ظلما وعدوانا، وسبب قتله أن أمير المؤمنين أبا محمد الحسن ابن علي # اضطر إلى مهادنة معاوية لسبب خذلان أصحابه له، وولى معاوية، زياد بن سميّة الجبار، الكوفة بعد موت المغيرة بن شعبة، فصعد زياد المنبر يوما فشتم عليا # ونال منه بأمر معاوية، وكان مما اشترط الحسن السبط # أن لا يذكر أبوه إلّا بخير، ولا يتعرّض لشيعته بسوء، فلما سمع حجر سبّ ولي اللّه ورسوله ثار من بين الصفوف بالمسجد الجامع فردّ عليه وذكر عليا بما هو أهله، ونال من زياد ومعاوية بما هما حقيقان به، فأمر به زياد فحبس وكتب بخبره إلى معاوية، فعاد جوابه: أن أبعث حجرا الترابي وأصحابه إليّ مقيدين على أقتاب بغير أرحال، فحملهم زياد مقيّدين، فلما بلغوا مرج عذراء من ناحية دمشق، قدم حجر إلى قبر قد احتفر له فضربت عنقه وأعناق أصحابه وهم ستة أو سبعة رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين.
  وكان حجر من خيار الصحابة ومن خوّاص أصحاب أمير المؤمنين علي #، وساء قتله كل مسلم حتى عائشة على كراهتها لعلي #.
  قال البديع: «أم في الدولة الهاشمية والعشرة برأس من بني فراس»: أكثرت التأمل في معناه بعد القطع، أنه أراد بالدولة الهاشمية دولة الإمام المولّى بوحي اللّه يوم الغدير، أبي الحسن علي بن أبي طالب #، وأشار البديع إلى ما روى الشريف الفاضل الأديب أبو الحسن محمد بن الطاهر ذي المناقب الحسين بن أحمد الموسوي النقيب البغدادي في نهج البلاغة: إن أمير المؤمنين # قال في بعض خطبة يخاطب أصحابه جند الكوفة ويوبّخهم: «وددت أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدراهم، الواحد من أصحابه بعشرة منكم»(١)، فقال له بعض أصحابه: يا أمير المؤمنين مثلنا ومثلك ومثل معاوية وأصحابه كمثل قول الشاعر:
  جنّنا بليلى وهي جنّت بغيرنا ... وأخرى بنا مجنونة لا نريدها
  وقيل أنشده بدل الأول:
  علقتها غرضا وعلّقت رجلا ... غيري وعلّق أخرى ذلك الرجل
(١) نهج البلاغة / الخطبة ٩٧.