نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[182] السيد الهادي بن أحمد بن زكي الدين

صفحة 280 - الجزء 3

  سلوه ما غيّره بعدي ... حتى لوى وما وفى بعهدي

  فأبدل الودّ الأكيد بالقلى ... وشان حسن وصله بالصدّ

  وغيّر الودّ اختيارا بالجفا ... وذلك القرب بهذا البعد

  وجرّ ذيل التّيه عنّي مائلا ... ومن أنا لتيهه ما جهدي

  تراه أنسى موقفي على الحمى ... وولهي وحيرتي ووجدي

  وصفو ودّ لم يكدره جفا ... أيّ جفى مكدّر للودّ

  أم سمع الواشي الكذوب بعدنا ... حتّى ثناه والكذوب يعدي

  ما حلت عن ودّي الذي أسلفته ... حاشاي أن أرمي بنكث عهدي

  أو أن يفلّ الدهر حدّ صبوتي ... وهي التي جازت أقاصي الحدّ

  أحبابنا بحقّ من أعطاكم ال ... حسن وأعطاني الغرام وحدي

  رفقا بصبّ أنتم ملّاكه ... ما أجدر المولى بحفظ العبد

  إن كان رشدا ما يقول عاذلي ... لديكم بي ... عدمت رشدي

  أصدّ عن ماء العذيب والنّقى ... وعن ظلال أثله والرندي

  أجوب فيه والهوى مطيّتي ... واللهو خدني والغرام بردي

  سقى الحيا المنهلّ أكناف الحمى ... مروّيا لغوره والنجدي

  إن الحمى روحي فداء من أحلّه ... غاية أشجاني وجلّ قصدي

  أكتم ما ألقاه من حرّ الهوى ... لهم وأخفي والدموع تبدي

  أعلل النفس بعلّ أو عسى ... وقد علمت أنّها لا تجدي

  ويلاه من حلو اللّمى مرّ الجفى ... مخصّر الخصر رشيق القدّ

  أطاع دهري ورماني بالقلى ... وراح خالي البال ممّا عندي

  أعوذ من إعراضه بحسنه ... ومن جفا الدهر بترب المجد

  ثم ساق في المديح، وهي قصيدة مقتدر فصيح، حالية الطلعه، أشدّ من الخميس على أبي جمعه.

  وكان بينه وبين القاضي الأديب الكاتب شاعر اليمن الحسن بن القاضي جمال الدين الحسن بن علي بن جابر الهبل⁣(⁣١) مودة أدبية ومكاتبات بالشعر.


(١) ترجمه المؤلف برقم ٤٦.