نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[182] السيد الهادي بن أحمد بن زكي الدين

صفحة 281 - الجزء 3

  ذكر القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق⁣(⁣١) في ديوان شعر القاضي الشرف الحسن بن علي أنه كتب إلى السيد الهادي المذكور في أوائل شهر المحرم سنة ١٠٧٨⁣(⁣٢) مباديا:

  فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني، ... وأغرى جفوني بالسّهاد وأشجاني⁣(⁣٣)

  وأبدى سقامي فيكم ما كتمته ... وعبّر شأني في الصّبابة عن شاني⁣(⁣٤)

  وهيهات أن يخفى الّذي بي من الهوى ... وسرّ غرامي بعدكم مثل إعلاني

  أأحبابنا حتّى متى؟ وإلى متى ... أرى ذاكرا بالغيب من ليس ينساني؟

  ألا عطفة بالوصل منكم لمغرم، ... أسير الهوى صادي الجوانح حرّان؟⁣(⁣٥)

  بما بيننا من حرمة الودّ والهوى ... وعقد الإخا، فكّوا أسيركم العاني

  تخذتكم دون الأنام أحبّة ... وعاصيت فيكم كلّ من ظلّ يلحاني⁣(⁣٦)

  فكيف سمعتم ما روته حواسدي، ... وقالوه من زور عليّ وبهتان؟

  وو اللّه ما رمت التبدّل عنكم ... ولا مرّ لي في القلب خاطر سلوان

  وإن التسلّي والتبدّل عنكم ... لأمران في دين الغرام أمرّان⁣(⁣٧)

  وعاهدتموني بالعقيق على الهوى، ... فأين مواثيقي ترون وإيماني؟

  ولي فيكم يوم الوداع مهفهف ... جفاني فأغرى بالمدامع أجفاني

  كلفت به إذ صار في الحسن واحدا ... فلم يثنني عن حبّه أبدا ثاني⁣(⁣٨)

  وعنّفني من لم يذق كأس صبوتي ... ولا بات ذا قلب كقلبي ولهان⁣(⁣٩)

  عفا اللّه عمن لا مني، لو رأى الذي ... كلفت به يوم العقيق لأعفاني!


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.

(٢) في ديوان الهبل:⁣(⁣١٠٧٦).

(٣) هاج: هيج وأثار؛ والأشجان ج شجن: الأحزان والهموم، وأشجاني الأخيرة بمعنى: أحزنني.

(٤) وعبر شأني: الشأن: العرق الذي تجري منه الدموع - كما سبق؛ و «عن شاني» أي عن حالي.

(٥) والجوانح، واحدتها «الجانحة»؛ الأضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر، والحران: الشديد العطش.

(٦) لحاه: لامه.

(٧) الأمر المرير: الشديد المحكم، ويحتمل أنه أراد بأمرين. إنهما كريهان إلى النفس.

(٨) كلفت به: أحببته حبا شديدا.

(٩) الولهان: من وله يله ولها: حزن حتى كاد يذهب عقله، أو تحيّر من شدّة الوجد فهو واله وولهان.