نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[183] السيد الهادي بن المطهر بن محمد الحسني

صفحة 286 - الجزء 3

  وأنت المقصد الأعلى ... وأنت السرّ والجهر

  وأنت السكر والسّكّر ... والريحان والزهر

  ومن طلعتك الغرا ... تغار الشمس والبدر

  وفي جفنيك والأعطا ... ف هام البيض والسمر

  وفي خدّيك والأوجا ... ن بان الورد والحمر

  ولولا حسنك الفتان ... ما عاصى الهوى الصبر

  ومن وجدي لهم رسم ... ومن دمعي لهم سطر

  فشوقي سيد الأشوا ... ق في الحب ولا فخر

  وما إن قاسني قيس ... ولا زيد ولا عمرو⁣(⁣١)

  وكان صديقا للقاضي الأديب الحسن بن علي بن جابر الهبل⁣(⁣٢) كتب إليه مباديا يبشّره بحصول مولود له سمّاه الحسن، فراجعه القاضي برسالة أجاد فيها كعادته، وهي:

   أمّا بعد حمد اللّه الذي أطلع هلال السعادة في فلك الإقبال، ورشح سلطان السيادة بزيادة الآل، وأنتج هلال الجد جنينا فاستتم بدرا، ولم ينقص ولن ينقص كما نقص قمر السماء دهرا، فإنّه وافى إليّ كتاب كريم أنه بعد ، روض زاهر بل درّ باهر، تودّ الشمس لو اكتسبت من أنواره، والزهور لو انتسبت إلى ثماره، والدر لو انتظمت في أسلاكه، والقمر لو سرى في أفلاكه، ممّن عمر ركن الفضل فاعتمر، وأمر الفلك بطاعته فائتمر، وابتهجت به أعواد المنابر وتفاخرت به الأقلام والمحابر، وشمخ بوجوده أنف الدهر، وكلف حياة منه وجه البدر، ضياء الإسلام المشرق، وغيب الإحسان المغدق، وركن المجد الأشدّ، الهادي بن مطهر بن محمد.

  ومنها: لعمري لقد انهدّ لذلك ركن الحسود، وأغاض البغيض الحقود، وألبسني ثوب المسرّة معلما، ولم أزل بكعبة ذلك الفرح محرما، وألبس الصديق


(١) نشر العرف ٢/ ٧٨١ - ٧٨٢.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٤٦.