نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[183] السيد الهادي بن المطهر بن محمد الحسني

صفحة 287 - الجزء 3

  أحسن اللباس، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو فضل على الناس، وهو المسؤول تمام أنعامه، وحسن الخاتمة بإكرامه، إن شاء اللّه تعالى.

  وما أحسن ثوب المسرّة معلما لأن المعلم من الثياب معلوم، ومعلم اسم مفعول من أعلم، فقد سفرت التورية عن محيّاها، وما أحقّ تلك الفكرة الحسنيّة بها وأولادها.

  وذكر السيد أحمد بن حسن الجرموزي: أن الفقيه مهدي العشبي⁣(⁣١) الشاعر مدحه بهذه القصيدة ولقد أحسن فيها خاصّة ولذا ذكرتها:

  أنّى لك الحجرات يوم محجّر ... وصفى المشقّر عن يمين الأشقر

  ما هذه الأرض الذي نذرت لنا ... فيها بيوم الوصل أخت المنذر

  قل للغمام إذا هممت برشّها ... فأغمس جناحك في معين الكوثر

  وأظنّ ذاك الترب شيب نديّه ... بفتيت كافور ومسك أذفر

  لا تبصر العلمين من شرقيّها ... حتى تمرّ على الأراك الأخضر

  من لي بعصر كان يمكن صبوتي ... من كل واضحة الترائب معصر

  تصطاد قلب أخي الهوى بسوالف ... من شادن ونواظر من جؤذر

  ألكل أرض باعتدال هوائها ... حسن وأرض باختلاف الأنهر

  فلأهل رامة كلّ جيد أتلع ... ولأهل حاجر كلّ طرف أحور

  قالوا: طمى بحر الهدى فتخلّصت ... نفسي إلى بحر النوال الأزخر

  من معشر شهد الزمان بأنّهم ... مع كثرة الإشهاد أكرم معشر

  ما ضل من تخذ السرا وإمامه ال ... هادي ضياء الدين نجل مطهّر

  ما خط مادحه بحرف أسود ... إلّا وقابله بحرف أحمر

  جمع البلاغة والمعالي والندى ... جمعا صحيحا لم يكن بمكسّر

  يروي عن الذهبي جود يمينه ... وكلامه يروي صحاح الجوهري

  يا أوسع الكرماء خلقا إنني ... لك شاكر وتعست إن لم أشكر

  جازيتني بجميل شكرك والثنا ... فنشرت زهر حديقة في الأسطر


(١) ترجمته في نشر العرف ٢/ ٧٦٠ - ٧٦٢.