نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[186] الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن

صفحة 310 - الجزء 3

  فكتب إليه: إني قد عرفت ما وقع في صدرك من كلام لبيد، ولست بارحا حتى تبعث إليّ من يجرّدني فيعلم من حضرك من الناس، اني لست كما قال، فكتب إليه: أنك لا تقدر على ما زلّت به الألسن، وكتب الربيع إلى النعمان بعد ما لحق بأهله [من البسيط]:

  لئن رحلت جمالي إنّ لي سعة ... ما مثلها سعة عرضا ولا طولا

  بحيث لو وزنت لخم بأجمعها ... لم يعدلوا ريشة من ريش شمويلا⁣(⁣١)

  ترعى الرواحل أحزان البقول بها ... لا مثل رعيكم ملحا وعسبولا

  فاثبت بأرضك بعدي وأخل متكئا ... مع النّطابيّ طورا وابن نوفيلا

  فأجابه النعمان: [من البسيط]:

  شرّد برحلك عنّي حيث شئت ولا ... تكثر عليّ ودع عنك الأباطيلا

  فقد ذكرت بشيء لست ناسيه ... ما جاورت مصر أهل الشّام والنّيلا

  قد قيل ذلك إنّ حقّا وإن كذبا ... فما اعتذارك من شيء إذا قيلا⁣(⁣٢)

  وكان النبي ÷ دعى على أربد لما قدم مع أبي براء عامر بن الطفيل⁣(⁣٣)


(١) في هامش الأصل: «شمويل: محل كثير الطير» أنظر معجم البلدان.

(٢) الأغاني ١٥/ ٣٥٢ - ٣٥٥.

(٣) عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري، من بني عامر بن صعصعة: فارس قومه، وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية. كنيته أبو علي، ولد بنجد سنة ٧٠ ق. هـ ونشأ فيها.

وكان يأمر مناديا في «عكاظ» ينادي: هل من راجل فنحمله؟ أو جائع فنطعمه؟ أو خائف فنؤمنه؟

وخاض المعارك الكثيرة، وأدرك الاسلام شيخا، فوفد على رسول اللّه ÷ وهو في المدينة، بعد فتح مكة، يريد الغدر به، فلم يجرؤ عليه. فدعاه إلى الإسلام، فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينة، وأن يجعله ولي الأمر من بعده؛ فرده؛ فعاد حنقا، وسمعه أحدهم يقول: لأملأنها خيلا جردا ورجالا مردا ولأربطن بكل نخلة فرسا! فمات في طريقه قبل أن يبلغ قومه. وكان أعور أصيبت عينه في إحدى وقائعه، عقيما لا يولد له توفي سنة ١١ هـ. وهو ابن عم لبيد الشاعر.

أخباره كثيرة متفرقة. وله «ديوان شعر - ط» مما رواه أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري. وفي البيان والتبيين. وقف جبار بن سليمان الكلابي على قبر عامر فقال: كان واللّه لا يضل حتى يضل النجم، ولا يعطش حتى يعطش البعير، ولا يهاب حتى يهاب السيل، وكان واللّه خير ما يكون حين لا تظن نفس بنفس خيرا.

ترجمته في: خزانة الأدب للبغدادي ١: ٤٧١ - ٤٧٤ ورغبة الآمل ٢: ١٧٦ ثم ٨: ١٦٥ و ٢٤٣ والتبريزي ١: ٨١ ثم ٢: ١٢١ والشعور بالعور - خ. والشعر والشعراء ١١٨ والإصابة، ت ٦٥٥٠ والبيان والتبيين ١: ٣٢ والمحبر ٢٣٤ و ٤٧٢ ومعجم المطبوعات ١٢٦٠ والعقد، طبعة =