نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[187] أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية

صفحة 312 - الجزء 3

  وصيّر شعر الراعي كالحنطة في السّباخ، وهو أحد الفحول الذين هبّت لفلك بحور أشعارهم القبول، ولم يقع اتفاق على فضل أحدهم على صاحبه في الشعر وهو الفرزدق وجرير والأخطل.

  وذكر الأصبهاني في الأغاني: إن صعصعة جدّ الفرزدق كان يسمّى محيي الموؤدات⁣(⁣١)، وذلك أنّه افتدى منهنّ في الجاهلية ثلاثمائة أو أربعمائة ثم أسلم⁣(⁣٢).

  وأخبر رسول اللّه ÷ بفعله فاستحسنه، وسأله: هل له من أجر؟ فقال:

  نعم.

  وجاء غالب بإبنه الفرزدق إلى عليّ # فقال: إن ابني هذا من شعراء مضر. فاسمع منه، فقال: علّمه القرآن فكان ذلك في نفس الفرزدق، فقيّد نفسه وقتا بعد ذلك وآلا أن لا يحل نفسه حتى يحفظ القرآن.

  وجدّه محمد بن سفيان أحد من سمّي محمدا في الجاهلية قبل النبيّ ÷.

  وذكر الشريف أبو القاسم المرتضى في «الغرر والدرر»: أنه قيل للفرزدق:

  هل حسدت أحدا على شيء من الشعر؟ فقال: لا، لم أحسد إلّا ليلى الأخيلية⁣(⁣٣) في قولها:

  ومخرّق عنه القميص تخاله ... بين البيوت من الحياء سقيما


= ١/ ٢٠٩ - ٢١٤، مسرح العيون ط بولاق ٢١٣، الحيوان للجاحظ ٦/ ٢٢٦، معجم الشعراء ٤٦٥، الطليعة - خ - ترجمة رقم ٣٢٩، الكنى والألقاب ٣/ ١٨، هدية العارفين ٢/ ٢١٠ مخطوطات دار الكتب ١/ ٣٣٤ وفيه: أنه توفي سنة ١٦٠ هـ، أعيان الشيعة ٥١/ ٦٣، روضات الجنات ٤٩٧، أنوار الربيع ٢/ ٥٣٥، رغبة الأمل ١/ ١١٤، ٢/ ٧٨، ٧٩، ٨٣، ٢١٧، ٢٣٧، ٣/ ٥٥، ٦٥٦، البيان والتبيين، تحقيق هارون (أنظر فهرسته)، مفتاح السعادة ١/ ١٩٥، جمهرة أشعار العرب ١٦٣، الاعلام ط ٤/ ٨ / ٩٣.

(١) وأد الرجل ابنته: دفنها حيّة، فهو وائد وهي وئيد ووئيدة وموؤودة، قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} سورة التكوير: الآية ٩.

(٢) الأغاني ٢١/ ٢٧٩.

(٣) هي ليلى بنت عبد اللّه بن كعب بن معاوية صاحبة توبة، أشعر النساء عدا الخنساء، كان بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة، لها رثاء في عثمان، وقد نشر شعرها خليل العطية وجليل العطية.

ترجمتها في: خزانة الأدب للبغدادي ٣/ ٣١٠.