[187] أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية
  حتى إذا برز اللّواء رأيته ... تحت اللّواء على الخميس زعيما(١)
  لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف ... لا ظالما أبدا ولا مظلوما
  قال: عليّ أنني قد قلت:
  وركب كأنّ الريح تطلب عندهم ... لها ترة من جذبها بالعصائب
  إذا أبصروا نارا يقولون ليتها ... وقد خصرت أيديهم نار غالب(٢)
  قال المرتضى: وليس أبيات الفرزدق بدون أبيات ليلى، بل هي أجزل ألفاظا، وأشدّ أمرا، إلا أن أبيات ليلى أطبع وأنصع(٣).
  قلت: هذه الأبيات تخاطب بها ليلى عبد اللّه بن الزبير وذكرها أبو تمام في الحماسة:
  يا أيّها السّدم الملويّ رأسه ... ليقود من أهل الحجاز بريما(٤)
  والبريم: الحبيش فيه البياض شبّهته بالقلادة من الجزع.
  قال الشريف أيضا: وكان الفرزدق مشهورا بالحسد على الشعر والاستكثار لقليله والإفراط في استحسان مستحسنه.
  وقد روى أن الكميت بن زيد الأسديّ لما عرض على الفرزدق أبياتا من قصيدته التي أولها:
  أتصدع الحبل حبل البيض أم تصل ... وكيف والشّيب في فوديك مشتعل
  لما عبأت لقوس المجد أسهمها ... حيث الجدود على الأحساب تنتضل(٥)
  أحرزت من عشرها تسعا وواحدة ... ولا العمى لك من رام ولا الشّلل
  الشّمس أدّتك إلّا أنّها امرأة ... والبدر أدّاك إلّا أنه رجل
(١) الخميس: الجيش، سمى بذلك لأنه يكون خمس كتائب، أو خمسة صفوف: المقدمة، والميمنة، والميسرة، والقلب، والساق.
(٢) خصرت: بردت، وغالب أبو الفرزدق.
(٣) الغرر والدرر (أمالي المرتضى) ١/ ٥٨.
(٤) السّدم: النادم الحزين، والسدم أيضا: الفحل الهائج، والملوي رأسه هنا؛ المتكبر، كاملة في الحماسة ٥٢٥.
(٥) عبأت: هيأت والجدود، جمع الجد؛ وهو البخت، وتنتضل: تناضل وترامى.