نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[187] أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية

صفحة 313 - الجزء 3

  حتى إذا برز اللّواء رأيته ... تحت اللّواء على الخميس زعيما⁣(⁣١)

  لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف ... لا ظالما أبدا ولا مظلوما

  قال: عليّ أنني قد قلت:

  وركب كأنّ الريح تطلب عندهم ... لها ترة من جذبها بالعصائب

  إذا أبصروا نارا يقولون ليتها ... وقد خصرت أيديهم نار غالب⁣(⁣٢)

  قال المرتضى: وليس أبيات الفرزدق بدون أبيات ليلى، بل هي أجزل ألفاظا، وأشدّ أمرا، إلا أن أبيات ليلى أطبع وأنصع⁣(⁣٣).

  قلت: هذه الأبيات تخاطب بها ليلى عبد اللّه بن الزبير وذكرها أبو تمام في الحماسة:

  يا أيّها السّدم الملويّ رأسه ... ليقود من أهل الحجاز بريما⁣(⁣٤)

  والبريم: الحبيش فيه البياض شبّهته بالقلادة من الجزع.

  قال الشريف أيضا: وكان الفرزدق مشهورا بالحسد على الشعر والاستكثار لقليله والإفراط في استحسان مستحسنه.

  وقد روى أن الكميت بن زيد الأسديّ لما عرض على الفرزدق أبياتا من قصيدته التي أولها:

  أتصدع الحبل حبل البيض أم تصل ... وكيف والشّيب في فوديك مشتعل

  لما عبأت لقوس المجد أسهمها ... حيث الجدود على الأحساب تنتضل⁣(⁣٥)

  أحرزت من عشرها تسعا وواحدة ... ولا العمى لك من رام ولا الشّلل

  الشّمس أدّتك إلّا أنّها امرأة ... والبدر أدّاك إلّا أنه رجل


(١) الخميس: الجيش، سمى بذلك لأنه يكون خمس كتائب، أو خمسة صفوف: المقدمة، والميمنة، والميسرة، والقلب، والساق.

(٢) خصرت: بردت، وغالب أبو الفرزدق.

(٣) الغرر والدرر (أمالي المرتضى) ١/ ٥٨.

(٤) السّدم: النادم الحزين، والسدم أيضا: الفحل الهائج، والملوي رأسه هنا؛ المتكبر، كاملة في الحماسة ٥٢٥.

(٥) عبأت: هيأت والجدود، جمع الجد؛ وهو البخت، وتنتضل: تناضل وترامى.