نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[187] أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية

صفحة 317 - الجزء 3

  يقول: لا واللّه، بلى واللّه في كلامه، لا يزيد على ذلك، فقال الفرزدق: وما سمعت ما قلت في ذلك؟ فقال الحسن: وما قلت؟ فقال:

  ولست بمأخوذ بقول تقوله ... إذا لم تعمّد عاقدات الغرائم

  قال: ولم ينشب أن جاء رجل آخر، فقال: يا أبا سعيد تكون في هذه المغازي وتصيب المرأة ولها زوج، أفيحل غشيانها؟ فقال الفرزدق: أو ما سمعت ما قلت في ذلك؟ فقال الحسن: كلّ ما قلت قد سمعوا فما قلت؟ قال:

  وذات خليل أنكحتنا رماحنا ... حلال لمن يبني بها لم تطلّق⁣(⁣١)

  وقال أيضا: اجتمع الفرزدق وجرير وكثيّر وعدي بن الرقاع عند سليمان بن عبد الملك، فقال: أنشدوني من فخركم شيئا حسنا، فبدر الفرزدق فقال:

  وما قوم إذا العلماء⁣(⁣٢) عدّت ... عروق الأكرمين إلى التراب

  بمختلفين إن فضّلتمونا ... عليهم في القديم ولا غضاب

  ولو رفع السحاب إليه قوما ... علونا في السماء إلى السحاب

  فقال سليمان: لا تنطقوا، فو اللّه ما ترك لكم مقالا⁣(⁣٣).

  وقال عبد اللّه بن عطيّة راوية الفرزدق وجرير: دعاني الفرزدق يوما، فقال لي: قد قلت بيت شعر والنّوار طالق إن نقضه ابن المراغة، قلت: وما هو؟

  فقال:


= وأقربهم هديا من الصحابة. وكان غاية في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه. وله مع الحجاج بن يوسف مواقف. وقد سلم من أذاه. ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه: إني ابتليت بهذا الأمر فأنظر لي أعوانا يعينونني عليه. فأجابه الحسن: أما أبناء الدنيا فلا تريدهم، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك، فاستعن باللّه، أخباره كيرة، وله كلمات سائرة وكتاب في «فضائل مكة - خ» بالأزهرية، توفي بالبصرة سنة ١١٠ هـ. ولإحسان عباس كتاب «الحسن البصري - ط».

ترجمته في: تهذيب التهذيب ٢/ ٢٦٣، وفيات الأعيان ٢/ ٦٩ - ٧٣، ميزان الاعتدال ١/ ٢٥٤، حلية الأولياء ١٢/ ١٣١، ذيل المذيل ٩٣، أمالي المرتضى ١/ ١٠٦، الأزهرية ٣/ ٧٢٥، الاعلام ط ٤/ ٢ / ٢٢٦.

(١) الأغاني ٢١/ ٣٠٧.

(٢) في الأصل: «إذا العمّي» وما أثبتنا من الأغاني.

(٣) الأغاني ٢١/ ٣٢٩.