نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[187] أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية

صفحة 318 - الجزء 3

  فإني أنا الموت الذي هو نازل ... بنفسك فانظر كيف أنت تحاوله

  إرحل إليه به، قال: فرحلت إلى اليمامة فلقيت جريرا بفناء بيته يعبث بالرمل، فقلت: إن الفرزدق قال بيتا وحلف بطلاق النوّار إنك لا تنقضه، قال:

  هيه، أظن واللّه ذلك؟ ما هو؟ فأنشدته إيّاه، فجعل يتمرغ في الرمل، ويحثو على رأسه وصدره حتى كادت الشمس أن تغرب، ثم قال: أنا أبو حزرة، طلقت واللّه امرأة الفاسق، وقال:

  أنا الدّهر يفنى الموت والدهر خالد ... فجئني بمثل الدهر شيئا تطاوله

  قال: فقدمت على الفرزدق، فأنشدته إيّاه، وأخبرته بمقالة جرير، فقال:

  أقسم عليك إلّا سترت هذا الحديث⁣(⁣١).

  وللفرزدق الأبيات المشهورة في الإمام زين العابدين # التي أوّلها:

  هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلّ والحرم⁣(⁣٢)

  وهي مشهورة، قالها بمكّة بمسمع من هشام بن عبد الملك في أيام الحج.

  وله نوادر، فمن ذلك ما حكاه أبو الفرج، قال: قال حمزة بن بيض الحنفي⁣(⁣٣) الشاعر للفرزدق: أسألك عن مسئلة، قال: هات، قال: أيّما أحبّ إليك أيّما أن تسبق الخير أم يسبقك؟ قال: لا أحبّ أن يتقدمني ولا أن يتأخر عنّي، ولكن أخبرني إنما أحبّ إليك أن تدخل منزلك فتجد امرأتك قابضة على أير رجل أو تصيبه قابضا على هنها؟ فلم يجبه وولّى عنه.


(١) الأغاني ٢١/ ٢٥٧.

(٢) الأغاني ٢١/ ٣٧٨ - ٣٨٠، وفيات الأعيان ٦/ ٩٥ - ٩٧.

(٣) حمزة بن بيض بن نمر بن عبد اللّه بن شمر الحنفي، من بني بكر بن وائل: شاعر مجيد، سائر القول، كثير المجون، من أهل الكوفة. كان منقطعا إلى المهلب بن أبي صفرة وولده، ثم إلى بلال بن أبي بردة، وحصلت له أموال كثيرة، وأخباره مع عبد الملك بن مروان وغيره كلها طرف، توفي سنة ١١٦ هـ.

ترجمته في: فوات الوفيات ١/ ٢٩٠ - ٢٩٦ وفيه: وفاته سنة ١٢٠ هـ. وفي معجم الأدباء ١٠/ ٢٨٠ - ٢٨٩ «توفي سنة ١١٦ وقيل ١٢٠ والأول أصح» والنويري ٤: ٧٩ والتاج ٥: ١٤ الاعلام ط ٤/ ٢ / ٢٧٧.