[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني
  وكان البديع متشيّعا على مذهب الصاحب بن عبّاد(١)، وله في هذا الباب:
  يقولون لي ما تحبّ الوصي ... فقلت الثرى بفم الكاذب
  أحبّ النبي وآل النبي ... واختصّ آل أبي طالب
  والهمذاني، بفتح الهاء والميم والذال المعجمة وبعد الألف نون: نسبة إلى مدينة مشهورة بعراق العجم شديدة البرد في الشتاء والثلوج، ولد البديع بها، وله فيها:
  همذان لي بلد أقول بفضله ... لكنّه من أقبح البلدان
  صبيانه في القبح مثل شيوخه ... وشيوخه في الجهل كالصّبيان(٢)
  وذكر الثعالبي في أوصاف همذان لغير أبي الفضل:
  إذا همذان اعتادها القرّ وانقضى ... برغمك أيلول وأنت مقيم
  فعينك عمشاء وأنفك سائل ... ووجهك مسودّ البياض بهيم
  وأنت أسير البرد تمشي تعلّة ... على السيف تحبو مرّة وتقوم
  بلاد إذا ما الصيف أقبل جنّة ... ولكنها عند الشتاء جحيم
  وسكن أبو الفضل هراة، وتوفي بها يوم الجمعة الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
  وجمع رسائله أبو سعد(٣) الحاكم المعتزلي، وذكر في آخرها: «سمعت الثقات يحكون أنه مات من السكتة، وعجّل دفنه، فأفاق في قبره، وسمع صوته في الليل وأنينه، فلما أصبحوا نبش عنه فوجدوه قد قبض على لحيته ومات من هول القبر»، ¦(٤).
  والسكتة، بضم السين عند الأطباء، وكان القياس كسرها، لأنها نوع من
(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٩.
(٢) وفيات الأعيان ١/ ١٢٨.
(٣) في الوفيات: «أبو سعيد».
(٤) وفيات الأعيان ١/ ١٢٩.