نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني

صفحة 147 - الجزء 1

  الوازع، يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها، ثم قالت: قد واللّه انتشر السواد، فقال: قد واللّه إذا دفعت الخيل فاسرعي بي إلى بيتي، فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، وفي عنق الجارية طوق من ورق فتلقاها رجل فاقتطعه من عنقها، فلما دخل النبي ÷ أتاه أبو بكر بأبيه يقوده ورأسه مثل الثغامة بياضا، فقال النبي ÷: غيّروا هذا، ثم قال: هلّا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا الذي آتيه، قال أبو بكر: هذا أحقّ أن يأتي إليك، فأجلسه بين يديه، ثم مسح صدره وقال: إسلم، فأسلم، ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد اللّه والإسلام طوق أختي فلم يجبه أحد، فقال: أي أخّيه احتسبي طوقك فو اللّه إن الأمانة اليوم في الناس قليل.

  قلت: يجيء هذا على قول من قال أن مكة فتحت صلحا، وإلّا فالطوق غنيمة لأنها دار حرب.

  وعلى ذكر قول لبيد⁣(⁣١)، فما أصدق قول السرّاج الورّاق⁣(⁣٢) وأطرفه:

  زعموا لبيدا قال في شعر له ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب

  ثم انتهى ذاك البلاء فبعدنا ... بلغ الجذام وعصرنا عصر وبيّ


(١) هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر العامري، شاعر نجدي مخضرم فحل ومن أصحاب المعلقات السبع، كان فارسا جوادا شريفا في قومه، أدرك الإسلام، وقدم على النبي ÷ مع وفد بني كلاب، فأسلم وعاد إلى قومه، ثم هاجر إلى الكوفة، وترك الشعر بعد إسلامه، توفي سنة ٤١ هـ وعمره ١٤٠ سنة وقيل ١٤٥ وقيل أكثر من ذلك، له ديوان شعر بشرح الطوسي حققه وقدم له إحسان عباس ط الكويت.

ترجمته في: طبقات ابن سعد ٦/ ٣٢، الاستيعاب / ١٣٣٥، الأغاني ١٥/ ٣٥٠ - ٣٦٩، شرح شواهد المغني / ١٥٢، الشعر والشعراء ١٩٤، سمط اللآلي / ١٣، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام / ١٨٥، مقدمة الديوان لإحسان عباس، أنوار الربيع ٢ / هـ ٧٦.

(٢) هو أبو حفص سراج الدين الوراق، واسمه عمر بن محمد بن الحسن. ولد سنة ٦١٥ هـ. كان كاتبا شاعرا مكثرا. عمل كاتبا للأمير يوسف ابن سبا سالار والي مصر، توفي بالقاهرة سنة ٦٩٥ هـ. من آثاره ديوان شعره في سبعة أجزاء كبار، ونظم كتاب درة الغواص للحريري.

ترجمته في: فوات الوفيات ٢/ ٢١٣ وفيه أنه توفي سنة ٦٩٥ وقد قارب التسعين أو جاوزها بقليل، والنجوم الزاهرة ٨/ ٨٣، وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ١٣١، وشذرات الذهب ٥/ ٤٣١، وهدية العارفين ١/ ٧٨٧، أنوار الربيع ١ / هـ ٣١٦.