[187] أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية
  كأنّما حمّامنا فقحة ... النتن والظلمة والضيق
  كأنني في وسطها فيشة ... ألوطها والعرق الرّيق
  وكان ابن شرف أعور فقال أبو بكر بن تقى:
  وأنت أيضا أعور أصلع ... فصادف التشبيه تحقيق(١)
  وقال بعض الأدباء: إن فضل شعر الفرزدق في الجزالة على شعر جرير ظاهر، فأمّا العقيدة فإن الفرزدق فاز بحبّ أهل البيت، وجرير كان أمويّا حتّى أن جريرا هنّأ الحجاج بقتل أفقه التابعين سعيد بن جبير بقصيدة ذكر منها أبو هلال العسكري:
  يا ربّ ناكث بيعتين تركته ... وخضاب لحيته دم الأوداج(٢)
  وأسند أبو الفرج أيضا عن فضيل الرياشي قال: خرجت في ليلة باردة، فدخلت المسجد فسمعت نشيجا وبكاء كثيرا فدنوت، فإذا الفرزدق فقلت: يا أبا فراس تركت النوّار، وهي ليّنة الدثار، دفئة الشعار، قال: إي واللّه ذكرت ذنوبي فأقلقتني ففزعت إلى اللّه ø.
  وتوفي سنة عشر ومائة في أيّام هشام بن عبد الملك بالبصرة، ¦.
(١) فوات الوفيات ٢/ ٤١٠ - ٤١١.
(٢) أنظر: جمهرة الأمثال ١/ ١٠٣.