وقال أيضا:

  عميرة قام يبتغي نكدي ... جلدته ثم قلت يا ولدي

  ها أنت في قبضتي فقم وأطع ... وإن عصاني خصاه تحت يدي

  وجميع هذه المقاطيع متحلية بالتورية.

  وأورد أبو تمام في الحماسة لبعضهم [من الرجز]:

  وفيشة زين وليست فاضحه⁣^(⁣١) ... جامحة حينا وطورا رامحه⁣^(⁣٢)

  على العدوّ والصّديق طامحه⁣^(⁣٣) ... تسدّ فرج القحبة المسافحه⁣^(⁣٤)

  مفسدة لابن العجوز الصّالحه ... كأنّها صنجة ألف راجحه⁣^(⁣٥)

  وذكر الصلاح الصّفدي أن ابن شرف القيرواني⁣^(⁣٦) دخل الحمّام مع ابن تقى الأندلسي⁣^(⁣٧) أو غيره - الشك منّي - فقال ابن شرف:

(١) الفيشة: رأس القضيب، والفاضحة: يريد التي لا تفضح صاحبها، لما فيها من القوة.

(٢) النابلة: التي ترمي مثل النبل.

(٣) أراد بالعدو: المرأة التي لا يحل وطؤها، وبالصديق ضدها، وجمع الفرس: إذا شرد.

(٤) القحبة من النساء المسنّة، واختارها لاتساع وعائها، والمسافحة: الزانية.

(٥) الصنجة: صنجة الميزان معلومته. والراجحة: المائلة. الشعر في الحماسة لأبي تمام ٦٢٣.

(٦) محمد بن سعيد بن أحمد بن شرف الجذامي القيرواني، أبو عبد اللّه: كاتب مترسل، وشاعر أديب. ولد في القيروان سنة ٣٩٠ هـ، واتصل بالمعز بن باديس أمير إفريقية، فألحقه بديوان حاشيته، ثم جعله في ندمائه وخاصته، واستمر إلى أن زحف عرب الصعيد واستولوا على معظم القطر التونسي (سنة ٤٤٩ هـ) فارتحل المعز إلى المهدية ومعه ابن شرف. ثم رحل ابن شرف إلى صقلية، ومنها إلى الأندلس، فمات بإشبيلية سنة ٤٦٠ هـ. من كتبه «أبكار الأفكار» مختارات جمعها من شعره ونثره، و «مقامات» عارض بها البديع، نشرها السيد حسن حسني عبد الوهاب، في مجلة المقتبس، باسم «رسائل الانتقاد» ثم نشرت في رسالة منفردة باسم «أعلام الكلام» وهذا من كتبه المفقودة، ولو سميت «رسالة الانتقاد» لكان أصح، لقول ياقوت في أسماء تصانيفه:

«ورسالة الانتقاد، وهي على طرز مقامة» أما الذي سماها «مقامات» فهو ابن بسام، في الذخيرة، وقد أورد جملا منها تتفق مع المطبوعة. ولابن شرف «ديوان شعر» وكتب أخرى. وللراجكوتي الميمني: «النتف من شعر ابن رشيق وزميله ابن شرف - ط».

ترجمته في: معالم الإيمان ٣: ٣٩ وهو فيه «محمد بن أبي سعيد» وفوات الوفيات ٢/ ٤١٠ - ٤١٢ والاعلام، لابن قاضي شهبة - خ. وهو فيه، وفي الفوات «محمد بن سعيد بن شرف» بغية الوعاة ٤٧، معجم الأدباء ١٩/ ٣٧، الذخيرة ج ١ / ق ٤/ ١٣٣ - ١٨٥، مجلة المقتبس ٦/ ٣٥١، الوافي بالوفيات ٣/ ٩٧ معجم الأدباء ٧/ ٩٦، الاعلام ط ٤/ ٦ / ١٣٨.

(٧) في فوات الوفيات: «ابن رشيق صاحب العمدة».