[7] أبو حامد، أحمد بن محمد الأنطاكي
  الشعراء المجيدين والمدّاح المحسنين، وهو بالشام كابن حجّاج بالعراق»(١).
  فمن غرر محاسنه قوله يمدح الوزير أبا الفرج يعقوب بن كلّس(٢) وزير العزيز باللّه بن المعزّ لدين اللّه صاحب مصر والشام والمغرب والحجاز [من الخفيف]:
  قد سمعنا مقاله واعتذاره ... وأقلناه ذنبه وعثاره
  والمعاني لمن عنيت، ولكن ... بك عرّضت فاسمعي يا جاره
  من مناي بأنه أبد الدّه ... ر تراه محلّلا أزراره
  عالم أنه عذاب من ا ... للّه متاح لأعين النظّاره
  هتك اللّه ستره فلكم هت ... ك من ذي تستّر أستاره
  سحرتني ألحاظه وكذا ك ... لّ مليح الحاظه سحّاره
  ما على مؤثر التباعد والإع ... راض لو آثر الرّضى والزّياره
  وعلى أنني وإن كان قد عذّب ... بالهجر مؤثر إيثاره
  لم أزل لا عدمته من حبيب ... أشتهي قربه وأأبى نفاره
  ومنها:
  لم يدع للعزيز في سائر الأر ... ض عدوّا إلا وأخمد ناره
  كلّ يوم له على نوب الدّه ... ر وكرّ الخطوب بالبذل غاره
  ذو يد صانها عن البخل جود ... وهي في حومة الوغى كرّاره
  هي فلّت عن العزيز عداه ... بالعطايا وكثّرت أنصاره
  هكذا كلّ أفضل يده تض ... حي وتمسي نفّاعة ضرّاره
  لم يدع للذكا وللذهن شيئا ... في ضمير الغيوب إلا استناره
  وإذا ما رأيته مطرقا يع ... مل فيما يريده أفكاره
  فاستجره فليس يأمن إلّا ... من تفيّا ظلاله واستجاره
  لا ولا موضعا من الأرض إلّا ... كان بالرأي مدركا أقطاره
  زاده اللّه بسطة وكفاه ... خوفه من زمانه وأجاره(٣)
(١) يتيمة الدهر ١/ ٢١٠.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٩٥.
(٣) يتيمة الدهر ١/ ٣١٠ - ٣١١، وفيات الأعيان ١/ ١٣١ - ١٣٢، الوافي بالوفيات - ط المستشرقين ٨/ ١٤٣ - ١٤٤، أعيان الشيعة ٥٥/ ٢٣ - ٢٤، الغدير ٤/ ١١٥ / ١١٦.