[7] أبو حامد، أحمد بن محمد الأنطاكي
  وله يمدح بعض الأمراء ويستعمل طريقه في المجون [من البسيط]:
  كل بشعري مفتون ومشغوف ... وجيّد الشعر منعوت وموصوف
  كلفت من أمرهم ما لا أقوم به ... ومن يقوم بأمر فيه تكليف
  لأنتفن سبالي طاعة لهم ... والذقن إن دام ذا الإعراض منتوف
  أمسي وأصبح مجفوّا ومطّرحا ... هذا ورأسي وما والاه مكشوف
  وبي وعندي وفي ملكي ولا رزقوا ... رزقي قذال أصم السمع مكفوف
  من تلك أقفية القوم الكشاخية ال ... فدم الذين لهم منها مخاديف
  مفوقات بتنفيش وأطبعها ... لا شك ما فيه تنفيش وتفويف
  معطوفة وبنفسي يا ابن أم قفا ... على الأخادع مثنيّ ومعطوف
  كم قائل ويداه في أطايبه ... وطيب الشيء مجني ومقطوف
  هذا الذي من رآه دون ملمسه ... لم يأكل اللحم إلا وهو معلوف
  ولم يمد إلى رأس على طرب ... يديه إلا وفي اليمنى تطاريف
  فإن يكن ذا فلا غرو ولا عجب ... فلليالي وللأيام تصريف
  بينا ترى الثوب منشورا للابسه ... حتى يرى وهو بعد النشر ملفوف
  فكم ألام؟ وكم ألحى؟ وهل حمقي ... إلا نتيجة رأس فيه تخفيف؟
  ألفيته(١) حسب ما لي من محبته ... دون البرية والمحبوب مألوف
  إلف المكارم والجدوى فتى أسد ... محمد خير من ناداه ملهوف
  حرّ إذا ذكر الأحرار مشتمل ... على السماح ببذل العرف معروف
  بمثله يدفع الخطب الجليل إذا ... تصرفت ببني الدنيا تصاريف
  ندب نماه كرام سادة نجب ... شمّ الأنوف بها ليل غطاريف
  تحصى النجوم ولا تحصى فضائله ... ولا يحيط بها وصف وتكييف(٢)
  وله من أخرى في تلك الطريق [من مجزوء الكامل]:
  لو برجلي ما برأسي ... لم أبت إلا بنجد
  خفة ليست لغيري ... لا أراني اللّه فقدي
  ومحال أن يرى مث ... لي أو يبصر بعدي
  غير أني قيل عني ... إنني مغرى بدعد
(١) في هامش الأصل: «ألفته».
(٢) اليتيمة ١/ ٣١٥ - ٣١٦.