[189] الخطيب أبو الفضل، يحيى بن سلامة بن
  هم النهار صوّم لربهم ... وفي الدياجي ركّع وسجّد
  قوم أتى في (هل أتى) مديحهم ... هل شك في ذلك إلّا ملحد
  قوم لهم فضل ومجد باذخ ... يعرفه المشرك والموحّد
  قوم لهم في كل أرض مشهد ... لا بل لهم في كل قلب مشهد
  قوم منى والمشعران لهم ... والمروتان لهم والمسجد
  قوم لهم مكة والأبطح وال ... خيف وجمع والبقيع الغرقد
  ما صدق الناس ولا تصدقوا ... ونسكوا وأفطروا وعيّدوا
  ولا غزوا وأوجبوا حدّا ولا ... صلّوا ولا صاموا ولا تعبّدوا
  لولا رسول اللّه وهو جدّهم ... يا حبذا الوالد ثم الولد
  ومصرع الطف فلا أذكره ... ففي الحشى منه لهيب تقد
  يرى الفرات ابن الرسول ظاميا ... يلقى الردى وابن الدعي يرد
  حسبك يا هذا وحسب من بغى ... عليهم يوم المعاد الصمد
  يا أهل بيت المصطفى يا عدّتي ... ومن على حبّهم أعتمد
  أنتم إلى اللّه غدا وسيلتي ... وكيف أخشى وبكم أعتضد
  وليّكم في الخلد حي خالد ... والضدّ في نار لظى مخلّد(١)
  فلقد أجاد الخطيب، وجاء من السّهل الممتنع بما يطرب ويطيب، ودلّ منه على الطهارة في المولد المنزّه عن العهارة.
  قال ابن خلكان: وله الخطب المليحة، والرسائل المنيفة، ولم يزل على جلالته وإفادته إلى أن توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ¦.
  وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة(٢).
  * * *
  والحصكفي بفتح الحاء وإسكان الصاد المهملتين وفتح الكاف وبعد الفاء ياء النسبة، ونسبته إلى حصن كيفا: قلعة حصينة بين جزيرة ابني عمر وميّافارقين،
(١) كاملة في المنتظم ٣/ ١٨٣، خريدة القصر - قسم الشام ٢/ ٤٩٢ - ٤٩٤، أدب ألطف ٣/ ٥٧ - ٥٩.
(٢) وفيات الأعيان ٦/ ٢١٠.