نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[190] السيد أبو الحسن يحيى بن إبراهيم بن علي

صفحة 343 - الجزء 3

  الأرجاني بعد الاشتهار بالنظم لا يدعى بغير فقيه، ويسر الدئلي الحزين، ويصير الفرزدق بعد انضاج شعره في عجين، له في القلوب فعل الجريال، وفي الصدور أحيانا فعل الريبال، ان جدّ وجد، وإن نسب فلا صبر لأحد.

  وكان ملازما صحبة السيد الأمير أبي الحسين علي بن المتوكل المذكور في العين⁣(⁣١) وكاتبا له ومعدودا من خواصه وهو والشيخ محمد بن الحسين المرهبي⁣(⁣٢) فرسا رهان في جودة الشعر، والمنزلة عند الأمير المذكور، إلا أن الشيخ محمد يستعمل الجزالة في غالب شعره وهو ميّال إلى الرقايق والغزليات التي قل أن يلحق فيها، وله الفضل في الموشح الملحون، الذي أقسم لطفه ألا يكون إلا به اللحون، فهو هجير الغواني، والذي يترنمن به وحده في المثاني، وليس للشيخ محمد فيما أعلم شيء من الموشح، والمذكور من المكثرين المجيدين الظرفاء المقبولين.

  ومن شعره:

  ظبية غضّة الشباب نضيره ... تشبه الشمس في أوان الظهيرة

  حجبوها برغم أنفي عن العي ... ن حنوا منهم عليها وغيره

  ألزموها الكناس وهي لعمري ... ظبية تألف الرياض النضيره

  عجبا من قرابة حجّبوها ... كيف راموا حجاب شمس منيره

  إن يكن فات حسنها وسناها ... بصري لم يفت عيون البصيرة

  أترى مذ سطت على كل صبّ ... بسيوف اللحاظ صارت أسيره

  أسرفت عينها الكحيلة في القت ... ل وأضحت منها النفوس حسيره

  يا لها من صغيرة صار عندي ... أن حبّا لمن عداها كبيره⁣(⁣٣)

  وله أيضا:

  حذار من سفح جبله ... فالحب فيها جبلّه

  كم فتنة في رباها ... للغانيات مضلّه

  وكم بها عقل خلّ ... زاك أصابته عقله


(١) ترجمه المؤلف برقم ١١٥.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٤٣.

(٣) نشر العرف ٢/ ٨٠٥.