[190] السيد أبو الحسن يحيى بن إبراهيم بن علي
  لا يعرف الشوق فيها ... لمهجة قطّ مهله
  يأتي الفؤاد التصابي ... فيها على حين غفله
  جمع التصبّر أضحى ... في سفحها جمع قلّه
  يا ويح من ظنّ جهلا ... أن الصبابة سهله
  كم من مؤيّد رأي ... قد بات منها مدلّه
  سبا الحشاشة منه ... غزيّل خلف كله
  من لي بمحراب حسن ... للحب أصبح قبله
  ودمية فيه صارت ... بحسنها مستقلّه
  جعلت فيها نسيبي ... إلى التأسف وصله
  أعدّ طول ولوعي ... بها مدا الدهر ملّه
  (أن يبلغ الهدي يوما ... برغم أنفي محلّه)
  منعت صرف اصطباري ... عن الغرام لعلّه
  يا برق سوف توافي ... إلى ربوع الأخلّه
  ويسألونك فيها ... عن نيّرات الأهلّه
  قل هي مواقيت وصل ... أحكامها مضمحلّه
  وصف لأهل ودادي ... شوقي سألتك باللّه(١)
  سمعت أنه كان مغرما ببعض الغواني بجبله، وقد لمّح إلى منسبها في هذه الأبيات فزوّجت من غيره ولم يبلغ الهدي محلّه، وله فيها موشحات مطربة، ومن شعره وفيه تورية:
  وهيفاء ساستني بهجرانها وقد ... تثنت من السوسيّ في خير ملبوس
  وقالت: مرادي أن أسوسك حين لم ... تصرّح بملبوسي، فقلت لها: سوسي
  وكتب إلى مخدومه يستدعي عدة حصان:
  للّه طرف ظهره ... حصن من الأعدا يقيني
  فاسمح فداك السالمون ... بعدّة الحصن الحصين(٢)
(١) نشر العرف ٢/ ٨٠٥ - ٨٠٦.
(٢) نشر العرف ٢/ ٨٠٦.