[192] الشيخ جمال الدين، أبو الحسين، يحيى بن
  فقال: إن قوله «بيدي» يستفاد منه قوة القطع لأنّه جزّار.
  وله أيضا مما يشير إلى معتقده لمّا احترق حرم النبي ÷:
  للّه في النار التي وقعت به ... سرّا عن العقلاء لا يخفيه
  إذ ليس تبقى في قناه بقيّة ... ممّا بنته بنو أميّة فيه
  وذكره في وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى: انه قيل في سبب الاحتراق:
  ما حرق الحرم الشريف ... إلّا لسبّك الصحابة فيه(١)
  وذكر الشيخ صلاح الدين الصفدي في الجهورية، وهو كثير العناية بشعره:
  إن أبا الحسين توجه إلى عند ابن يغمور بالمحلة وأقام عنده مدّة، ثم أنه أعطاه وزوّده وجاء ليودّعه، فاتفق أن حضر في ذلك الوقت وكيل لابن يغمور على إقطاعه، فقال له: ما أحضرت؟ قال: كذا وكذا دراهم، قال: إعطها الخزندار، قال: كذا وكذا غلّة، فقال: إحملها إلى الشونة، قال: كذا وكذا خروف، قال:
  إعطها الجزّار، فقام الجزّار وقبّل الأرض وقال: يا مولانا وكم تتفضّل فتبسّم ابن يغمور وانخدع وقال: خذها.
  وأورد من شعره في الكتاب المذكور:
  أحمّل قلبي كل يوم وليلة ... هموما على من لا أفوز بخيره
  كما سوّد القصّار في الشمس وجهه ... حريصا على تبييض ثوب لغيره
  ومن شعره أيضا:
  أطيل شكاياتي على غير راحم ... وأهل الغنى لا يرحمون فقيرا
  وأشكر عيشي للورى خوف شامت ... كذا كلّ نحس لا يزال شكورا(٢)
  وله أيضا:
  وحقّك ما لي من قدرة ... على كشف ضرّي إذا مسّني
  فكم أخذتني عيون الظّبا ... بعد الإنابة من مأمني(٣)
(١) في وفاء الوفا ٢/ ٦٠٠:
«ما أصبح الحرم الشريف محرّقا ... إلّا لسبّكم الصحابة فيه»
(٢) تمام المتون للصفدي ٤٦، الغدير ٥/ ٤٣٢.
(٣) تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون ٣٥، الغدير ٥/ ٤٣٢.