[192] الشيخ جمال الدين، أبو الحسين، يحيى بن
  وله مورّيا بصنعته وأجاد:
  إني لمن معشر سفك الدماء لهم ... دأب وسل عنهم إن شئت تصديقي
  تضيء بالدم إشراقا عراصهم ... فكلّ أيامهم أيّام تشريق(١)
  وله في ذلك:
  ألا قل لمن يسأل ... عن قومي وعن أصلي
  لقد تسأل عن قوم ... كرام الفرع والأصل
  يريقون دم الأنعام ... في حزن وفي سهل
  وهم على ما فيهم ... من جود ومن نبل
  ترجيهم بنو كلب ... وتخشاهم بنو عجل(٢)
  ومن شعره:
  لا تعبني بصنعة القصّاب ... فهي أذكى من عنبر الآداب
  كان فضلي على الكلاب فمذ صر ... ت أديبا رجوت فضل الكلاب(٣)
  وله يعبث بمعلقة امرئ القيس وينقلها إلى طريقه:
  قفا نبك من ذكرى قميص وسروال ... ودرّاعة لي قد عفى رسمها البالي
  وما أنا من يبكي لأسماء إن نأت ... ولكنني أبكي على فقد أسمالي
  لو انّ امرؤ القيس بن حجر يرى الذي ... أكابده من فرط همّ وبلبال
  لمّا مال نحو الخدر خدر عنيزة ... ولا بات إلّا وهو عن حبّها سال
  ولي من هوى شكوى العباءة عن هوى ... بتوضح فالمقراة أعظم أشغالي
  ولا سيما والبرد وافى بريده ... وحالي بما أعتدت عن عزّة خالي
  ترى هل يراني الناس في فرجيّة ... أجرّ بها تيها على الأرض أذيالي
  ويمسي عدوّي غير خال عن الأسى ... إذا بات عن أمثالها بيته خالي
  ولو أنّني أسعى لتفصيل جبّة ... كفاني ولم أطلب قليلا من المال
  ولكنني أسعى لمجد بحوخة ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
(١) الغدير ٥/ ٤٢٨.
(٢) الغدير ٥/ ٤٢٨.
(٣) الغدير ٥/ ٤٣١.