[192] الشيخ جمال الدين، أبو الحسين، يحيى بن
  وبخدّين أسيلين ... مثل خدّ الشيقران
  فقلنا له: ما الشيقران ويحك؟ قال: وما يدريني هذا من غريب الحمير، فإذا لقيتم بعضها فاسألوه(١)، والإشارة في السجع إلى الكتب إشارة إلى قوله:
  حسن التأني مما يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف
  والعبد مذ كان في جزارته ... يعرف من أين يؤكل الكتف
  وقال يتهكّم بالمتنبّي ويعارضه:
  فإن يكن أحمد الكنديّ متّهما ... بالعجز يوما فإني لست أتّهم
  فاللحم والعظم والسكين تعرفني ... والخلع والقطع والساطور والوضم
  ومن شعر صاحبه السراج الورّاق:
  ربّ سامح أبا الحسين وسامح ... ني فحسبي وحسبه الأيّام
  فذنوب الورّاق كلّ رقاق ... وذنوب الجزّار كلّ عظام
  وكان الورّاق جيّد الشعر قويّه ويعجبني له:
  أقول وكفّي على خصرها ... وقد كاد يخفي سقاما عليّ
  أخذت عليك عهود الهوى ... وما في يدي منك يا خصر شيّ
  وقوله أيضا وهو صادق:
  وكان الناس ان مدحوا لثابوا ... وللكرماء بالمدح افتخار
  وكان العذر في وقت ووقت ... فصرنا لا عطاء ولا اعتذار
  وله أيضا في المعنى وزيادة:
  قالوا: وقد سمعوا مدحي له ورأوا ... حالا بأعقاب ذاك المدح مجهوده
  ما كان رأيك محمودا بمدحته ... فقلت كلّا ولكن كان محموده
  ووجهه شاهد ينبئك عن خبري ... والباء في خبري ليست بموجوده
  وقد تبعه أبو الحسين في المعنى وكان مرض بطريق مكّة فأعطاه الطبيب دواء فأفرط به الإسهال فقال من أبيات:
(١) الأغاني ٣/ ٢٢٩.