[192] الشيخ جمال الدين، أبو الحسين، يحيى بن
  الدين بن الزبير فأذن لجماعة كانوا معه وتأخّر اذنه فكتب إلى الصاحب:
  الناس قد دخلوا كالأير كلّهم ... والعبد مثل الخصي ملقى على الباب
  فلما قرأها قال لبعض الغلمان: مرّ فناد ادخل يا خصي فدخل الجزّار وهو يقول: هذا دليل على السعة.
  قلت أنا: رأيت في أخبار أبي علي الساجي أحد شعراء اليتيمة له وقد حجب:
  أيدخل من يشاء بلا حجاب ... وكلهم كسير أو عوير
  وأبقى من وراء الباب حتّى ... كأني خصية والناس أير
  وإنما أخذه أبو الحسين من هنا لا من حيث ذكر الصفدي.
  ومن المنسوب لأبي الحسين ويشبهه في الظرف:
  أترى القاضي أعمى ... أم تراه يتعامى
  سرق العيد كأن ال ... عيد أموال اليتامى
  وله يرثي حماره:
  ما كلّ حين تنجح الأسفار ... نفق الحمار وبارت الأشعار
  خرجي على كتفي وها أنا دائر ... بين البيوت كأنّني عطّار
  لم أدر عيبا فيه إلّا أنّه ... مع ذا الذكاء يقال فيه حمار
  ويلين في وقت المضيق ويلتوي ... فكأنّما بيديك منه سوار
  ولقد تحامته الكلاب وأحجمت ... عنه وفيه كلّما تختار
  فرعت لصاحبه عهودا قد مضت ... لمّا علمن بأنّه جزّار(١)
  وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أنّ حمارا لبشّار بن برد الشاعر مات فحكى بشار لأصحابه قال: رأيت حماري في المنام فقلت له: مت لم أكن أحسن إليك، فقال:
  سيّدي خذ بي أتانا ... عند باب الأصبهاني
  تيّمتني بدلال ... وثناياها الحسان
(١) الغدير ٥/ ٤٣١.